الخصّاؤون 2

كنت في تدوينة سابقة ذكرت بعض الانواع من العباد اللي يعرفو من اين تُنفخ الخِصية و ينجْموا بتصرّف بسيط يطلْعولك الدّم و العصب لراسّك. و المشكل ان العباد هاذم ماهمش حاطّين في مخاخهم اللي هوما يفددو فيك بالتصرف او بالكلام هذاكة، ديما حاطّين في مخاخهم الي هوما قاعدين يتصرفو نورمال و قاعدين يمارسو في سلوك إنساني عادي ,و يستغربو كي تعبر على تكريزك تجاه تجاه اقوالهم و افعالهم و حتى صمتهم و إقرارهم...
بون لهنا تفكرت بعض الانواع الاخرى اللي تفدد زادة لكن على مستوى اكبر و اعلى من العينات المذكورة سابقا حيث تدخل معاهم بالسيف في حوارات و نقاشات لين يكرهوك في النهار اللي حكيت فيه معاهم.
اباء العُرّيف :
و هم
اللي ديما يعرفو خفايا الامور و ديما فايقين بيهم شنوة يحبو يعملو و ما يعديوهاش عليهم بالسّاهل كيف ما تعدّات على باقي الشعب الكريم و ديما عندهم مصادرهم اللي تعرف شنوّة قاعد يدور في الكواليس و يعرفو بالظبط علاش عملو "الفازة" هاذيكة... وطبعا "الفازة" هاذيكة هي مجرّد مناورة و تعڨيبة قام بيها فلان باش يغطّي بيها عملة اخرى عملها او انو يحضّر لحكاية اخرى و اللي صار كلو تمهيد ليها...
و كان لي حديث ذات مظاهرة مع واحد من النّوع هذا حيث نظر بكل إحتقار للي عاملين الڨراف و قال: تي ريق بارد عاملينو، قال شنوة باش يقولو هاو عندنا فاك ديموقراطية و الطّلبة ينجمو يقيّمو فيها الاذان من غير ما يدخل لا بوليس لا غيرو... انا قتلو لو كان جات الفاك تصلح راهم ما عملوش مظاهرات من اصلو...
بون هو ما فهمش اللي انا موافقو على كلامو او لا ـ و انا بيدي كيفو ـ لكن مبعّد بدى يحكيلي على تفاصيل الاتفاق الي صار بين الطلبة المتظاهرين او إدارة الجامعة ( و قالي الي كان ثمة واحد كادر في الحاكم معاهم في القعدة) و قريب باش يقلّي كل واحد من المتظاهرين قداش خذا فلوس و قدّاش خلّص عليهم ضرايب...انا اكتفيت بالصمت و هو فهم الي الصمت علامة التصديق, لكن في الواقع انا كذّبتو في قلبي و ما حبيتش اجاهر بتكذيبي ليه لتلافي الدخول في حوار بيزنطي معاه, حيث نعرفو الكلام اللي باش يقولهولي و حفظتو من هاك العام... فإلى جانب الحلفان برحمة اللي ماتو في عيلتو الكل و برؤوس الباقي اللي مازالو حيين, يقلك اللي هو عندو شكون معاهم قالو عالهدرة الصحيحة و زاد حلْفو باش ما يعاودش الهدرة لحتّى حد، لكن بسبب ثقتو العمياء فيّا حكالي الهدرة ( اهوكة يشكرني بالكشي نرخ و نمشي معاه في الخط)....كذلك يجيبلك ساعات حجج تاريخية باش يدعّم كلامو. و المشكل انك كي تقوم بتكذيبو و تقلو وقتاش صارت الحكاية هاذي ، يقلّك صارت عندها مدّة لكن العباد ما سمعوش بيها لتعوّد تلفزتنا على تتليف هذا النوع من الاخبار اللي ما يسمع بها كان قلّة قليلة و ديما تصادف اللي هو من هاته القلّة القليلة.
الكبّاش النصوح :
خلاف
اباء العُرّيف اللي ديما يراو في الغابة المتخبْية وراء الاشجار، ثمة نوع اخر من العباد يفدد زادة و المشكل انك ما تلقاش كيفاش تحكي معاه حيث يجي يقدملك كمشة نصائح دينية حول اي حاجة. و كي تفهمو بالسياسة او بالقوة انو كل شاة معلّقة من عرقوبها و تقلو الي لا تزر وازرة وزر اخرى يقلك لا انا من واجبي و فرض عليا اني ننصحك و نرشدك للسراط المستقيم...توة الواحد كيفاش باش يحكي معاه هذا ؟ و اللي يزيد يُشعل الطين بلّة انو كل ما انا نكبّش في إتباع طريق الضلال يزيد هو يصرّ باش انا نتبْعو على خاطر ثمّة شكون قالّو اللي اجرو يزيد كل ما يزيد هو يكبْش اكثر لين توصل الحكايات لمواصلها و تلحم في عرك و معروك و تنابز بالالقاب و الوعيد بالويل و الثبور..فعملا بالحديث القائل :"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده..." يحاول بعضهم إستعمال البونية متاعو لتغيير ملامح خليقة العاصي اللي ما حبّش يتهدى و يتبّع السراط المستقيم. بالطبيعة ما قلتش اللي العباد الكل تستعمل الطريقة هاذي لنشرالدعوة لكن برشة حاطين في مخاخهم اللي الشيطان إستحوذ عليك و خذاك وطبعًا ما يُؤخذ بالقوة - او بالسياسة- لا يُسترد إلا بالقوة...
المحاضرين :
و زادة ثمة عباد عندها ديفو ماسط و انا بيدي كان عندي منو لكني لقفت روحي و الحق متاع ربي مازلت لتوة نحاول نلقف روحي كل ما نجي باش نمارس الدّيفو هذا, حيث قبل كنت مستانس نحلْ محاضرة على حاجات ما تستاهلش و ما تستحقش انو العبد يحكي عليها خاصة إذا كانت الحاجات هاذي ما تمسّش الآخر من بعيد او قريب...الحاصل برشة مرات نوحل مع واحد على خاطرني كي سلّمت عليه قلت "صَحّة" او " اهلا" او حتى "آه"... فيبقى يفسّرلي انو كي نقول السلام عليكم 10 حسنات.....( ماكم تعرفوها الحسبة قدّاش تطلع) و تراصّيلي في نقاشات تافهة و تضييع وقت عالفارغ... بون باش ما نبداش نجيب في امثلة اخرى عندها علاقة بالدين و تراصّيلي نمشي نلوّج على "فوبولوجيست". ثمة عباد تحلك محاضرة باش ماعادش تتكيّف و إنتي مستلقي... او على ضرورة العمل بكلام ناس بكري وصِدْق امثالهم...او حتى على الفوائد الصحية لتناول الغلة قبل الماكلة...
***** :
و هذا النوع يشمل بعض الناس
اللي حاطّين في مخاخهم اللي بعض الدول و المؤسسات ما عندهم حتى شي لاهين بيه كان حبك المؤامرات للعرب باش ما يتقدموش حيث وراء كل حاجة جديدة يعملوها لازم فيها خيط من خيوط شبكة المؤامرات اللي تحاك من قبل القوى المتآمرة على مستقبلنا...
الزّح تي في مجرد لفظ " مؤامرة تحاك ضدنا" ثمة دلالة متاع إستصغار و تحقير لعقل الإنسان، حيث عندما يردد إنسان قول : "اها راني فايق بيكم (او بيهم), و مانيش سيدي تاتا باش تتعدّى عليّا" يبان نافح بقدرة عقلية هو في الغالب ما يملكهاش لكن نفسو الامّارة بالبصّ هي اللي اوجدتها... كذلك الإنسان يحْقر و يحقّر من روحو كي يتخمّر مع نظرية المؤامرة حيث هذه النظرية تجي من خوفنا من الآخر و نظرتنا ليهم اللي هي اكبر برشة من الذي هم عليه في الحقيقة، فمع كل زيادة في الإيمان بالنظرية هاذي يزيدو يكبرو اعداءنا في عينينا ( الحجم متاعهم يكبر موش محبتنا ليهم) و نزيد
و نحنا نصغارو في عينينا زادة ...
طبعا لا يمكن إنكار وجود المؤامرات و تاثيرها في بعض الاحداث اللي تصير في العالم و ما قلتش اللي الآخرين يلوجو على مصلحة البشرية و يحبولنا الخير و الهناء, فالمصالح الخاصة هي تحرك سياسة كل دولة و ميهاش باش تبطل مخطاطتها على خاطرهم ما يساعدوناش و يضرونا=> كل واحد يضرب على درابوه.
لكن المشكل انو اسهل تفسير لكل شي - سواء كان هذا الشيء يستحق التفسير او لا- هو نظرية المؤامرة و يبدى الموّال متاع هانا فقنا بيهم و يكيدون لنا لكن كيدنا اعظم...ديجا نظرية المؤامرة ساعات تحيلنا على إستضعاف انفسنا فمثلا في احداث 11/9 قالو برشة من المحللين في التلفزة و الصحف و حتى قهوة حومتي انو اللي هي مؤامرة و لعبة عاملينها ضد العرب لتلبيسهم التهمة و كانت الحجة متاعهم انو العرب عاجزين على القيام بعملية دقيقة ذات تخطيط متقن كيما الهجمة هاذيكة.

بون الصفات اللي ذكرتها متاع بعض الانواع من العباد تنجّم تلقاها مجتمعة عند شخص واحد: فبدرايته للي يصير في الكواليس يعملك محاضرة حول المؤامرة اللي تحاك ضد الشّعب من خلال قوى الظلام اللي ما يجيهاش النوم و ما تتهنّى كان كي تقضي على حضارتنا و وحدتنا و عنفوان شبابنا و تزقزيق عصافيرنا... و كل اللي ما عندناش منو على الاقل في الوقت الراهن.
تعددت الاساليب و اختلفت المجالات لكن يبقى التكريز واحد...
مكرّز انا...حتى ينتهي التكريز او
انتهي "انا"

هناك 4 تعليقات:

  1. وسع بالك ياراجل.....ههههههه:)ـ
    النماذج اللي حكيت عليهم دواهم الدم البارد، اجبد عليهم بالمرتاح كيف يفددوك و تو تشوف النتيجة. أما راهو الكل فينا ديفوات، وأنت قلت، وقد ما يعس على روحه الواحد ساعات يطيح فيهم...ـ

    ردحذف
  2. هاني نوسّع في بالي لين قريب يتشرّك... و مرحبا بيك نرد :)

    ردحذف
  3. walahi ya3tik isa7a!dirassa chémla ldhahirat étakriz!ama nsit catégorie o5ra mokrza zéda!hék éjmé3a éllli dima mkarzin lin ikarzouk m3ahom!!ah oui éna wa7da ménéss n3ani ménhom!wki t9olou sayebni yar7ém bouk rani 9omt zéhi bissodfa,i9olik ahh 7aggar w nhar lik w nhar mouch lik "sa7ibi" w hééét mén hék éléwi lin ikarzek mén ghir ma toch3er!

    ردحذف
  4. اي نعرفهم، ديما عندهم حالة إنهيار مزاجي، كي يقومو في الصباح ديراكت يبداو يخمموا : اممم اليوم على شنوة باش نكرّز...؟
    اللهم عافينا...

    ردحذف

علّق على ما خلطْ... و بالطبيعة أيّ تعليق يحتوي على عبارات منافية للأخلاق الحميدة او منافية لأي نوع آخر من الأخلاق سيتمّ محْقُه...وشكرًا

Je traduis :

5alli commentaire(s) 3la ma 5latt et biensur ay commentaire(s) mouch bèhi yetfasa5...merci