التكركير...

من المعروف ان دور الوالدين الرئيسي في الحياة الدنيا يتمثل في تربية صغارهم و محاولة تطليعهم رجال او نساء يعمْلو عليهم و يحملو الشعلة من بعدهم. و كل والدين عندهم طريقة معينة في التربية و طبعا هاذي الطريقة تختلف بإختلاف الغاية اللي يحبو يوصلولها من خلال تربيتهم لصغارهم، اهوكة اللي يحب ولدو قاري و ماركة شهايد, يغرمو في القراية و يحببها ليه و كذلك يخوفوه من" الـلاقـراية" و يحطولو في مخّو انو كل طريق غير طريق القراية هو طريق الفساد و ما يلقى فيه كان الويل و الثبور ... و ثمة شكون يحب ولدو يطلع متدين قبل كل شي و يكون هذا بترغيب الطفل في التمسك بالدين باش يحصل الدنيا و الاخرة و زادة بترهيبه من جهنم و بئس المصير إذا ابدى اي نوايا للحياد عن السراط المستقيم...و ثمة شكون يحب يطلع ولدو كوارجي اهوكة يولّي يهزو يتفرج في ماطشوات الكورة و دوب ما يكبر شوية يقيدو يترانى في نادي من النوادي,إلخ...
و خلاف هذا الكل يحرص الوالدين باش ولادهم ياكلو بالڨدا لين يشبعو، و يلبسو لين يدفا
و، و يهزوهم للطبيب كي يمرضو، إلخ...
لكن حتى مرة ما ريت والدين سألو رواحهم و قالو : زعمة ولدنا تكركيرة بين صحابو؟ زعمة كي
يخرج مع اصحابو، لاقي قدرو معاهم او انهم عاملينو احمق القرية و ما يعيّطولو كان باش يفرْكوهم عليه؟
حتى كي تواتي ساعات و نحكي مع واحد من والدين اصحابي ، ديما يسألوني: يقرى على روحو و يمشي للفاك/ليسي ؟ جايب روحو في القراية؟ يعمل في مشاكل ؟ تمشيشي عيش ولدي تبعو الفاسدين و الزبراطة و بنات الشارع...اي
ا وقتاش يهديكم ربي و ترجعو تصليوا؟ ماو انصحو بعضكم، إلخ....
يعني لا نهار نتفكر ام من امهات اصحابي او امي انا كي تحكي مع صاحب من اصحابي تسأل على قدر ولدها بين اصحابو... طبعا موش تجي تسأل و تقول: اها ولدي تكركيرة ولاّ ؟ اما تشوف كيفاش تسقصي على ولدها و على وضعيتو بين اصحابو..
هو لا محالة الواحد كي يبدى تكركيرة يبان عليه دوب
ما تحكي معاه كلمتين. فبمجرد الحديث مع شخص و النظر إلى كلامو كمًا و كيفًا تنجم تعرف مدى تمكنو من فن الكلام و هل انو يعرف يجاوب العباد او لا. لكن المشكل هو انو العباد الكبار كي يشوفو واحد سكوتي و ما يجاوب كان بكلمة و قص و منطوي على نفسو يقولو عليه "والله عاقل مسكين" و "محلاه الطفل خاطيه " و يبداو فرحانين بيه و لا يدركون ان ذلك السكات هو من اعراض التكركير المزمن....

بون
ينجموا الوالدين يشوفو النوع و الكم متاع العلاقات الإجتماعية متاع ولادهم و بطرف دقة ملاحظة و شوية وسع بال ينجمو يعرفو إن كان ولدهم يعاني من اعراض التكركير او لا من غير ما يسألو حتى حد ( خاصة و انو في بعض الحالات يصبح هذا السؤال هو بيدو سبب لتكركير اولاد الوالدين اللي سألو). فمثلا ينجمو الوالدين يشوفو عندو برشة اصحاب او لا ؟ يمشي يكوّر مع اصحابو ساعات او لا ؟ هل انو يصبح شوهة - شوهة موش حرب- كي يتنرفز او انو من جماعة "يمين البكوش في صدرو" ؟ هل انو حريص على مظهرو الخارجي او لا ؟... يقعد ياسر في الدار او انو عندو طرف هملة ؟ ... يلبس كيما اندادو او لا ؟ و لهنا مانيش نحكي على سوم او ماركة السراول متاعو...بل عن طريقة اللباس من اصلو, حيث يا ما ريت عباد تكركرو لمجرّد انهم كي يلبسو سروال يهزّوه للسرّة....
و ديجا الحرص على اللباس يعني الحرص على علاقاتو العامة و منظرو في عينين المجتمع.
و شئنا ام ابينا ، في الوقت هذا المظهر عندو مكانة عالية و تصل احيانا إلى درجة التكافئ مع المضمون ، هذا إن لم يكن للمظهر دور و دور كبير في تحديد المضمون (عمركشي ريت وحدة لاهية بروحها وتلقاها حشامة برشة او انها تتربث كي تحكي مع العباد؟ )
و نعاود ونكرر اني مانيش نحكي عالمستوى المادي للحوايج... الواحد توة ينجم يلبس باسوام رخيصة كي يمشي يشري من الفريب او بعض الاسواق المعروفة كيما الحفصية و سوق الملاسين و الصباغين...

بون صحيح انو القـدَر ساعات يعمل فازات ماسطين مع العباد من الناحية الخلقية مثلا او المادية او حتى ساعات ينعم على واحد بمخ كيما مخ هومر سيمسون و يولّي تكركيرة اندادو...، لكن المشكل الاصلي هو انو الوالدين ما يلوجوش و ما يسألوش على وضع اولادهم كي يخرجو للشارع, بينما تلقاهم حريصين كل الحرص على قرايتهم او صيامهم لرمضان او هل انو يشرب في دواه او لا...
و لايتـنابز إثنان في انو التكركير المستمر ينجم يخلق إكتئاب عند الشخص و معاه زادة إحساس بالوحدة و احيانا بالحقد و النقمة عالمجتمع و تنجم تنج
ر عن كل هذا نتائج وخيمة حتى النخاع و لا تنفعو وقتها لا قرايتو و لا صحتو و لا حتى صيامو لرمضان...

طبعا انا مانيش ندعو في الوالدين انهم يخليو ولادهم يطلعوا شواطن و مللي كنا خايفين من تكركيرة نطلْعو مجرم، اما ما فيها باس كان يخمموا شوية في جوانب اخرى تمس اولادهم خلاف شهايدهم و إلتزامهم بدينهم و صحة بدنهم...


نوبة نوسطالجية

البارح في القهوة و بعد ما كملنا حكينا على كل المواضيع اللي يمكن لشباب في العشرينات يحكي عليهم : العرك ، الكورة ، البنات، بعض المواضيع الجادة (سياسية، إقتصادية، دينية....) اللي يتم تناولها بتفاهة مدقعة - تتجلى هذه التفاهة في طريقة طرح المشكل و كذلك في الحلول - و غيرها من المواضيع... جبدنا موضوع الماضي و حكايات متاع الصغر (تلقاه اللاوعي بلعاني حكم علينا نجبدو الهدرة هاذي باش نبانوا كبار قدام رواحنا و الله و فرويد اعلم...)
المهم بعد ما حكينا عالعرك متاع الصغر و التاريخ متاع الكورة و كذلك البنات اللي عرفناهم في صغرنا...(الحكايات هوما بيدهم في الاوقات الكل...) جبدنا نحكيو عالقراية و المعلم الفولاني و المديرالخايب و العسّاس الرجولي... و
طاح كل واحد يشكر في المادة الي يحبها من الصغرة و لاخر يشكر في المعلم اللي قرّاه في السنة الرابعة إبتدائي وكذلك اللي يسب في النهار اللي شاف فيه الاستاذ الفولاني...

لكن انا تفكرت نص قريتو عام النوفيام و كان من اروع النصوص الي قريتها في الوقت هذاكة حيث عرفت المتعة متاع واحد يغزر للمجتمع متاعو من بعيد و يبقى يلاحظ في الديفوات متاعو و مظاهر العوج اللي فيه... عاد قعدت نحكي عليه و عملت تلخيص ليه في القهوة لاني كنت تقريبا حافظ كل الافكار الواردة في النص و كي روحت للدار قعدت نبربش في الكتب القدم متاعي و بعد طول بحث لقيتو.
النص كان عنوانو "الثوم على الجبين" للدكتور الطاهر الخميري من كتابو "مرآة المجتمع" و كان موضوع
و البحث في بعض مظاهر النفاق الإجتماعي وخاصة النفاق الديني عند بعض افراد المجتمع ....
اهوكة انا باش نعاود النص بنفس الكلام اللي قلتو في القهوة موش كيف ما جاء في النص الاصلي (حساسية من اللغة العربية الفصحى و كذلك من التنقيل)

إذن :
... و قالو
ثمة شكون يربط على جبينو عصابة فيها فص متاع ثوم باش يولي عندو اثار تشبه لاثار السجود و يصبح في عداد المصلين السينيي ( signé)... و هناك شكون اللي ماعادش يستعرف لا بتوقيت تونس المحلي و لا حتى توقيت اخر ، يولي كل شي يقيسو باوقات الصلاة : "خرجت اليوم بعد صلاة الصبح و روّحت قريب وقت صلاة الظهر"... تي ماو جاني مع المغرب قتلو ارجعلي بعد صلاة العشاء..." باش يذكّر اللي يحكي معاهم انو من المصلين المتلزمين الحارصين على الصلاة و مشتقاتها. و ثمة شكون من اللي يعملو عمرة او حجة يولي ماعادش يستعرف بالتقويم الميلادي او التقويم الهجري، حيث تولي احداث 11/09 صارت بعد الحجة متاعو بعامين و الانتخابات التشريعية الجاية تبدى بعد ما يروح هو من العمرة اللي ناوي يعمها بعد مدة... و ثمة شكون يبدى الجامع لاصق في دارو لكن كي يسمع الاذان يمشي من ابعد ثنية للجامع باش يشوفوه اكثر عباد و هو ماشي للصلاة و يشوفو الوهرة متاعو في الجبة البيضة اللي لابسها...
و ثمة شكون كي يجي رمضان يولي يسلم عالعباد كان بـ"غالب او مغلوب" و ما يحكي كان على اوقات الفطور و الإمساك و في النهار يبدى يڨحر للي يبان عليهم عازڨينو, و الادهى من كل هذا انو يصطنع بعض التكريز باش يبان صايم و ما يشك حتى حد في مدى إلتزامو بالصيام رغم الداء و الاعداء... ديجا ريت في الايام اللي فاتت بعض الناس اللي جدت عليهم الهدرة متاع علاقة رمضان بإلغاء العمل بالساعة الزايدة و قعدو يتحسْرو مساكن انهم تحشالهم
في ساعة زايدة من الاجر و الثواب.
و ثمة شكون كي يقرب وقت الزكاة، تتمحور كل سؤالاتو عن الزكاة و قداش لازمو يخرّج و يقارن فيها بقداش كانت في غابر الايام باش يبان قديم في دومان الزكاة و انو كان و مازال حريص كل الحرص على اداءها كاملة...

هذاية كان محتوى النص، و الحق يقال انو الامثلة المذكورة حلولي عينيا على انواع اخرى من النفاق و المنافقين و كذلك انواع اخرى من العوج إلى جانب الرياء و النفاق...

الحاصل يعد هذا النص احد الاسباب الرئيسية للعركات اللي كنت نعملهم و انا صغير مع الدار, حيث نبدى نعسْ عليهم و نراقب في كل تصرفاتهم و نبدى لاعب فيه
ا بو العرّيف و ماعادش تعملو هكة و شبيكم تعملو فيها هكة بينما كنت تنجمو تعملوها بطريقة اخرى،إلخ.. و خلافو من صيغ المبالغة في النصائح و النقد و تكسير بطاطة البعض.
لكني الان مقتنع اني حتى لو كان ما قريتوش النص، بازز راني كنت باش نعمل نفس العركات لان الحياة اليومية متاعنا مملؤة بالعوج اللي يزوّك منو البڨر، خاصة العوج اللي يجي في صيغ شرعية و المشكل انك ما تنجّمش تعمل حيال ذلك حتى شي لانو العوج عند برشة عباد هو منهج حياتي كامل و غير قابل لاي نوع من التغيير. و كذلك ثمة مشكل اخر هو انو العوج هو حاجة نسبية حيث الصحيح عندي انا يمكن يطلع عوج عندك و العكس بالعكس, و ما تعرفش شكون الصحيح خاصة و اننا شعب معروف انو متكلماني و ما يحيرش في الادلة و الحجج و البراهين انو كلامو صحيح... و الادهى من ذلك ان حتى لو كان طلع غالط و ما لقاش حجج يجيبهم باش يدافع على فكرتو،ما يخسر عليك كان : "شـيهمّك ؟" و في بعض الاحيان "شِيـهم دين....!!" و كذلك " هاني نعمل هكاكة تخرالي فيه" و في صيغ اخرى "هاني نعمل هكاكة
و شدني منو" و بعض الالفاظ الاخرى اللي لا يسمح الضمير التدويني بذكرها (إي نعم مازال برشة كلام اخر خلاف هاذوكم).

انا في الاصل قليل وين يجد عليا انو ثمة فيلم
او غناية او كتاب ياثّر في عبد و يكون له دور كبير في تحديد احد جوانب شخصيتو، لكن اناهاني تفكّرت نص قصير قريتو عام النوفيام و كي خممت شوية لقيت انو كان عندو تأثير فيا و دور في "تحديدي", و انا مولى الشخصية مانيش هوني ...
بون صحيح اني نتسمّى فقت بيها الحكاية مخّر شوية لكن نورمال....
حتى حد ما يسالني.

إستقلاليات..

البارح وإلى جانب إحتفالي بالذكرى الاسبوعية الثانية لتقوية الكوناكسيون عندي و زيادة سرعتها... إحتفلت تونس بالذكرى الثالثة و الخمسين للإستقلال. بون إحتفلت بالإستقلال من الإستعمار الفرنسي موش بالإسـتـقـلال بالمعنى الكامل و الشامل للكلمة فنحن مازلنا نرزح تحت عدة "إستعمارات" إختلف فاعلوها و تداخلت طرقها و تنوعت وسائلها و..، و... لكن الضحية واحدة.
و بالنسبة لي الإستقلال من الإستعمار الفرنسي, و إن كان من اهم الاحداث - إن لم يكن الاهم - اللي صارت في تاريخ الخضراء, مثله كمثل واحد عندو امراض الدنيا الكل من سرطان و سيدا و حُمّى المستنقعات...و شُفي من ڨريب قوي كان ينجّم يموت من جرتو. طبعا انا مانيش قاعد نستنقص من قيمة الإستقلال من الإستعمار الفرنسي - و انا مصر على إستعمال"
الإستقلال من الإستعمار الفرنسي" كاملة باش تبدى المعاني واضحة في مخي حتى كي نبدى نخمم بصوت عالي و نهتري وحدي مع روحي و ما يتجاوب معايا كان دخان سيڨارو قاعد يُحتضر بين شفتايا...-. انا مانيش باش نبقى نحكي برشة عالإستعمارات اللي مازلنا نعانيو فيها حيث تم تناولها و الحديث عندها من قبلْ، سواء كتدوينات و مقالات في البلوغسفار او حتى كنقاشات بين افراد الشعب في الحياتوسفار (كيف ما يقول الاخ طارق) لكن اتو نعمل مجرد مرور سريع في شكل جمل مشتتة عليهم لتفادي التكعرير. فمثلا مازلنا مستعمرين من قبل عباد و حركات و قنوات و جهات و جماعات و عصابات تنادي بإرجاع العالم إلى عهد تنفذ فيه الاحكام كان بقطع الراس و اليدين و الله اعلم شنوة ينجم يقطعو اخر.... و مازلنا مستعمرين من قبل شركة واحدة تفرض علينا اسعارها و اهوائها في كل ما يخص حياتنا التكنولوجية، حيث تتعامل مع حرفائها او بمعنى اصح ضحاياها بمنطق "كوناكتي كيف ما نحبو نحنا او طيّر ڨرنك" و مادامنا نحكي عالكوناكسين لازم نوجه تحية لعمّار 404 و اتباعو الكل، من "القراصنة" حتّـــــــــــــاكشي اصحاب السوء اللي يقلك : "ملا ريق بارد قالو تدوين قالو كلمتي حرة.."... كذلك مازلنا مستعمرين من تلفزة لو خلطو عليها ناس بكري اتو يسميوها صندوق حطب موش عجب و زيد في المدّة هاذي الحطب ولّى مشوّك شوية و اصبحت التلفزة من الاسباب الرئسية لسرطان الجو و متلازمة (syndrome ) "خارينلو في كيفو"....
طبعا هذا مجرد غيث من فيض و مادام الواحد عايش في البلاد هاذي اتو يشوف فيضانات موش فيض اكهو...

المهم نرجع للموضوع الاصلي، حيث انا كي فقت البارح من النوم و حاولت نعيش حالة إنسانية معبية بالفخر و السعادة و الإنشراح بمناسبة عيد الإستقلال من الإستعمار الفرنسي.... ما عرفتش كيفاش و قلت ذات خاطرة لنفسي "شبيني كبّي؟" (
كيما قال لاعب النرد)
فبحكم قدري وهو ان اكون من ابناء اواخر الثمانينات ما حضرتش لا عالحرب و لا عالإستقلال..تي انا ما حضرتش على بورڨيبة من اصلو, يعني اقل حاجة الواحد يحضر عليها باش يبدى عندو إلمام و لو بسيط على صناع تاريخ البلاد انا ما حضرتش عليها. طبعا انا نحكي على عبد يشوف قدامو الحدث سواء كان مظاهرة او إنقلاب اوحتى خطاب، موش يقرى عليهم في كتاب لا يمثل له سواء انو زوز كيلو زايدين في الكرطابة. و يزيد يقرّيه بروف جاي باش يقول كلمتين و يملي الباقي و التلامذة ما تتعلم كان التنقيل (المشكلة الازلية للتعليم : منهجية "انا نلـقّـن و إنتي تنَـقٌـل")... و شتّـان بين هذا و ذاك

هذا في ما يخص الجانب "الراقي" للإحتفال بروح الاعياد الوطنية و خاصة التاريخية منها....على خاطر كان باش نحكيو على عيد الشجرة و عيد الطفولة و العيد الوطني لمعرفة الزنباع وين يتباع باش تولي الهدرة تكسير للبطاطا...
اما في ما يخص الجانب الاخر و الشعبي للإحتفال بالاعياد في بلادنا و حسب ما إستانسنا بيه من افعال و اقوال في الاعياد ، لقيت اللي دارنا ما طيبو شي سبيسيال للعيد و طبعا الكل نعرفو انو الماكلة هي ركيزة من ركائز الاعياد في تونس و ما جاورها. و كذلك ما ثماش حتى مظهر
من مظاهر البهجة و الحبور لا على وجه امي اللي فادة من فاتورة الضو و من ارتفاع سوم كيلو متاع الدراشنوة و عدم توفر الدراشنوة لاخر بالاسواق و لا على وجه حتى كربي من الكرب اللي نعرفهم . و كذلك لم يبلغني اللي ثمة حاجة سبيسيال في التلفزة و انا مانيش نحكي عالحفلات الماسطين اللي يجيبوهم و تبدى الفنانة لابسة في المووف و تعاود في غناية اكل عليها الدهر و شرب, اما نحكي على حاجة مختلفة تجبد إنتباه المشاهد... هذا إن كان مازال في عصر الفوضى و الإسهال الإعلامي هذا اي بقايا متاع "إنتباه" باش تتجبد... لا محالة نعرف انو حتى لو يجيبو حاجة تصلح، ثمة علامة تحذير في الشاشة تخوّفني من الفرجة, خاصة و اني كما علمت المعالجة من الامراض العصبية و النفسية ميهاش مكفولة من الكنام...(انا الحقيقة ما نعرفش شنوة الإعراب متاعي عند الكنام اما برّا بركة)
و كي جيت نغزر للعيد من جهة اخرى لقيت انو جاء في عطلة, يعني نهار مشى خسارة حسب تفكير اخر الخلايا متاع بقايا المخ متاع التلميذ اللي في داخلي. و كذلك حسب خلايا مخي اللي لاهين بالوقت الحاضر, يتسمى نهار عادي بما اني نقرى في خربة الاداب بمنوبة و اصبحت العادة هي الغياب و الحضور هو الإستثناء وو بعض اسباب ذلك مذكور في تدوينتين ذوَيْ شجون (هنا و هنا)

ثم هناك جانب اخر للإحتفال بذكرى الإستقلال من الإستعمار الفرنسي، حيث يظهرلي و نشالله نبدى غالط, انو هناك البعض ممن بلغ بيهم العمر عتيا و إشتعلت رؤسهم شيبا، يستناو كل عيد باش يعاودو نفس الخرافة متاع تفييه على شباب توة مستهتر بكل التوارخ متاع البلاد و ما عادش عاطي قدر لتاريخ بلادو العتيق...
و هذا يبانلي انو نوع من الوطنية الإنتهازية حيث يستغل البعض بعضهم الاخر لإظهار الجانب الوطني اللي نورمالمون كل واحد فينا عندو منو و إن إختلفت طرق التعبير عنها بين الفرد و الاخر.
فبالنسبة ليا, انا كي نلقى واحد من شباب توة و يبدى طالب يعمل في دراسات عليا في اي حاجة او حتى خارج من السيزيام و حالل حانوت يخدم فيه زوز صنّاع ياكلو في خبزة, و يقول ما نعرفش إسم اول فلاڨ في تونس، ما نلومش عليه و ما نعملوش طُرح إعادة "توطنة"، لإيماني بان بقرايتو او بخدمتو باش ينفع البلاد و اهل البلاد و تاريخ البلاد, اكثر مللي باش ينفعها بحفظو لجميع اسامي العباد اللي ساهمو في إخراج الفرنسيس...
طبعا انا مع إحياء هذه المناسبات اما لازم يتم إحياءها بكليمة حلوة او نقشة شعرية رشيقة و سيّب صالح... اما باش تعمل مقالات هجائية للي يغزرو لقدّام و مؤمنين بانّو حفظان التوارخ ماهوش حاجة اساسية في عملية التنمية وقتها تولي تكسير بطاطا و غيرها من الثمار و البقول و الخضروات
بون بالنسبة لحكاية اللي يغزرو لقدّام نحب نزيد حويجة خفيفة و هي اخطانا من حكايات ما تمشي للمستقبل كان بالماضي فتلك الهدرة المعفطة في نظري هي مجرد طريقة ساذجة
لمحاولة تخطّي الخوف من المستقبل اللي هو من اكبر مخاوف الإنسان، كذلك التاريخ و الحاضر يقلك اللي العرب و بتاريخهم الكبير طلعو صفر عاليسار في كل ما يخص الجغرافيا... والعكس بالعكس فامريكا اللي جات البارح في الايام قاعدة ترفس على جميع الاصعدة...

الحاصل انا مؤمن انو العباد اللي جابو الإستقلال من الإستعمار الفرنسي و حرروا البلاد منو و خاصة اصحاب المخاخ المحلولة منهم، ناضلوا ضد الإستعمار باش الاجيال اللي تجي بعدهم تبدى وين هوما وفاو و تكمْل تمشي في الثنية اللي بناوها هوما... موش باش نبقاو نتفكروا فيهم و نمجدوهم نهار في العام و نرجعو في الايام الاخرى نمشيو مخّر لخدمنا و نكسرو البلاد على طرح كورة و نطيشو الزبلة على قارعة الطريق و نستخدمو الممتلكات العامة للتنفيس على المكبوتات التخريبية متاعنا...
فكل يوم هو 20 مارس و لازمنا نتعاملو مع البلاد و اهل البلاد من المنطلق هذا.

و حاجة بركة في لخر، ارجو ان لا يتم فهم بعض الكلام المكتوب اعلاه كرميان معنى على بعض الناس، بل هو تصريح صريح بالإستهجان و الإستنكار تجاه كل من سوّلت له نفسه الامّارة بالـ**** للإحتفال بـ20 مارس عبر سبّان و ثلب كل من لا يحتفل او لا يحفل بإحتفالات تبان و كانّها تعويض عن إحساس دفين بالذنب تولّـد من جراء ما فُعل
و خاصة مما لم يُـفعل تجاه تونس (الافعال مبنية عالعموم موش المجهول).
عاشت تونس حرة مستقلة و عاش التوانسة محتفلين بهذا على طول العام.


و ديزولي كان طوّلت عليكم...

خواطر ڨالڨ بعد فرجة في فيلم

توة بركة كنت نتفرج في فيلم جديد إسمو Watchmen و هو يتصدر حاليا البوكس اوفيس في امريكا و ذلك كان السبب الي خلاني نحربط وراه باش نتفرج فيه... الفيلم فيه كمشة ابطال خارقين كانو اصحاب مع بعضهم لكن توة خذاو الانتريت و كل واحد شد ثنية على روحو و اصبح مواطن عادي كأيها الناس إلا زوز اكهو قعدو سبيسيال : واحد منهم ملقبينو باذكى إنسان في العالم و يتربع على عرش اقوى إمبراطورية صناعية في تاريخ العالم اجمع, و الثاني إسمو "الدكتور مانهاتن" ، و يُعتبر القاعدة الاساسية للقوة النووية متاع امريكا حيث تعرض لحادث في الخدمة متاعو و الحادث هذا عطاه قوة رهيبة و اصبح عبارة عن مفاعل نووي حي و شبهه البعض بالإلاه....
المهم, موضوع الفيلم هو انو العالم على شفير حرب عالمية ثالثة بين روسيا و امريكا و كل وحدة تهدد في لخرى بالقوة النووية متاعها و العباد قاعدة تستنى في الحرب/يوم القيامة بما ان القوة النووية متاع كل بلاد تنجم تقضي عالكرة الارضية 10 مرّات. لكن البطل الخارق الذكي عمل مؤامرة ضد العالم الكل و إستغل القوة متاع صاحبو النووي و فرڨع اهم المدن في العالم كيما نيويورك و موسكو و هونڨ كونڨ...و كانت حصيلة الضحايا 15 مليون رقبة
و بذلك عمل حد للتهديدات متاع روسيا و امريكا بالحرب و زاد عملو الرؤساء متاع الدولتين إجتماع و باسو بعضهم منا و منا و قرروا باش يوحْدو قوتهم ضد الدكتور النووي و نساو خلافاتهم...
الفكرة
الاساسية متاع الفيلم هو توحد الاعداء كي يطلعهم عدو مشترك و يتلهاو فيه هو و ينساو المشاكل اللي بيناتهم...طبعا هذا إلى جانب طرح المعضلة الاخلاقية الازلية وهي : "هل يمكن قتل ملايين البشر لإنقاذ المليارات منهم؟؟"

لكن اللي الحكاية الي كبشت معاها هي توحد قوى بينهم عداوة كبيرة للقضاء على عدو مشترك، حيث كي عملت غزرة سريعة للمحيط اللي عايش فيه انا لقيت اللي عندنا برشة اعداء مشتركين لكن النافع ربي... لا توحّدنا و لا حبينا نتفاهمو عليهم جملة, حيث كل واحد موش حتى
يضرب على درابّوه، بل عالخيشة متاع دارو اكهو.
فالعرب مثلا عندهم اكثر من عدو مشترك، ديجا هذاكة بركة اللي يجمعهم، لكن النافع ربي لا حبو يتوحدو و لا حبو نهار هكة يسترجلو و يلمو بعضهم ضد اي بلاد او لوبي او حتى توريست سكران يطلفح في البلاد و مقيم الاذان في الطريق العام.
و احنا كتونسيين عندنا برشة اعداء مشتركة او بالاحرى عدو واحد كبير و الباقي مجرد صنّاع عندو، لكن حبينا نتوحدو ؟ شي النافع ربي, و المكثرية ان السبب متاع هذا: هو اننا الكل نعرفو شنوة مشاكلنا و زيد الكل نعرفو كيفاش نحلوها لكن الحل متاعي انا خير من الحل متاعك إنت, و الحل متاع فلان ما يتماشاش مع سيستام العيشة متاع فلتان.... و خلاف هذا الكل يجيك واحد يقلك الحل لإصلاح الحياة الدنيا هو تتليف الدنيا و الإلتهاء باشياء ميتافيزقية.

-= فاصل قصير=-

وودي الن :"مرة و انا نعدّي في دوفوار فلسفة حول الميتافيزيقا، طرّدني الاستاذ على خاطر كنت نغزر للرّوح متاع اللي مقابلني و نفسكي منها."

-=إنتهى الفاصل=-

و كي جيت نخمم في اخر توحد كبير صار بين زوز اعداء ضد عدو مشترك تفكرت كان شعار "ولاد العاصميّة" اللي حارب تحتو رايتو فيراج الترجي و فيراج الافريقي ضد فيراج سوسة و وقتها ريت تصويرة - للاسف - تعد غريبة بالنسبة لي، وهي زوز محملين بعضهم و واحد لابس مريول الترجي و لاخر مريول الافريقي و يغنيو في غنايات ضد النجم الساحلي و كي تسأل واحد منهم عن سبب ذلك يقلك نحنا ولاد العاصمة في بعضنا و هوما اغراب...و سمعت إشاعات عن هذا التوحد ايضا بين الفرق السواحلية كي تبدى اللعبة ضد فريق من العاصمة.

بون يزيني مالكورة لانو الموضوع لهنا موش عالكورة و تكتلاتها ، بل عن مفهوم التوحّد ضد عدو مشترك، المفهوم اللي لتوة لا فهمت علاش ماهوش مستوعَب برشة من قبل معظم افراد الشعب. توة
و الحمد لله العدو متوفر و ربي ماهوش حارمنا كيما غيرنا، يعني اللي يبكيو "منو".. تي عليه الناس عندنا منو و كل خمس سنين - من غير تخديم مخ عاد - نزيدو نتاكدو من هذا، لكن النافع ربي ... صحيح ثمة شكون قام بمحاولة التمرد و مواجهة هذا ، لكن اكثرهم طاحو و المشكل اننا لو كان نحسبو عدد اللي طاحو و نفرضو اللي العباد هاذوكم توحدو و زدمو الكل مع بعضهم افواجا افواجا, اتو نلقاو الي النتائج ستكون احسن برشة من النتائج الحالية، هذا إن كان عندنا نتائج من اصلو في الوقت الحالي.

إذن هانا هكة كيما نحنا لين ينوب علينا ربي بـعَدو آخر يحل الشاهية للإتحاد...

حطّان "الآية" في العجْلة


و انا نبربش في Mes Documents لقيت التصويرة هاذي وو تفكرت اللي انا كنت باش نحطها في المدونة لكن ما نجمتش لظروفي الصحية المتردية حيث ولّيت ما عادش نجّم نقعد اكثر من ربع ساعة قاعد قدام ال PC و تلّخصت حياتي في ما بين التوالات و الفرش..

المهم توة, انا كان حاجتي بلوجيسيال و كي لوجت عليه لقيتو في فوروم عربي لكن ما نجّم نهبْطو كان كي نعمل تسجيل (inscription). انا ما كنتش من العاكسين ، بسملت و بديت في في عملية التسجيل, لكن ما راعني إلا انهم غدروني بسؤال اقل ما يقال عنه انه سؤال معفّط :


(الصورة ماجاتش واضحة برشة، تنجموا تشوفوها هنا)

بون انا للاسف فسخت الحلويات متاع الفايرفوكس (Les cookies ) يعني ماعادش نلقاه الفوروم في الهيستوريك، لكنّي متاكد اللي هو ماهوش فوروم إسلامي، سينون ما ناخذ منو شي و ما نسجّلش فيه موش كي يمدّولي الفلوس.
و انا كي ريتو السؤال ديراكت جات في مخي برشة فازات صارولي او حكاوهملي صحابي عن عباد مغرومة بحطّان العصى الدينية في العجلة :
كيما واحد يحكم على بنتو ما تقراش و ما تريفزش مع اصحابها على خاطر اصحابها الكل شواطن و كلهم ناوين كان عالفعل الخايب و المشكل اللي ساعات تبدى بنتو هي الشيطان متاع الكليك, او يقوم بعض الاشخاص
بتبرئتك من تهمة الرجولة على خاطرك ماكش مربّي لحيتك و بالتالي تصبح ماكش مؤهل باش تعمل برشة حاجات، كذلك الزام البنت بلباس الخمار رغم العراقيل اللي باش تتعرضلهم في الليسي و في الشارع (بون لهنا يتحل موضوع اخر متاع الخمار و مشاكلو مع الحاكم، لكني انا مؤمن انو الطفلة تنجم تكون مستورة بلاش خمار و كذلك بئس" تدُيّن" يتقاس بالقماش قبل الفعل...)
و نتفكر زادة فازة صارتلي قبل و انا عمري 10 او 11 سنة، حيث ثمة واحد من العيلة معروف بتدينو و إلتزامو لم الصغار الكل متاع العيلة و قاللنا شكون يحب يمشي يحوس؟ الكل قلنا اي، لكن قال اللي هو باش يمشي يصلي الجمعة في جامع الزيتونة و مبعّد باش يمشي يحوس و لذلك ما ينجم يمشي معاه كان اللي يصلّي لأنّو ما ينجمش يدخل هو يصلّي و يخلّي صغار وحدهم في الكرهبة او في الشارع و كذلك ما ينجمٌش يخليهم يطّلفحو في الجامع...و فعلاً حُرمت انا و فرخ اخر من المحواسة و رصّاتلنا قاعدين في ديارنا
بالطبيعة انا كان عندي رد فعل عكسي تمثل في كم هائل من الالفاظ الفيسئة (الشي من الصغرة) و طبعا لقدسية الصلاة (في الوقت هذاكة) ما سبّيتهاش، لكن سبّيت الصغار اللي مشاو، و
سبّيت اللي هزّهم يحوّسو و سبّيت اللّي بنا جامع الزيتونة و ما جاوره، و سبّيت حتى باش يعبيلو الإسونص ـ ماو قاللنا اللي هو باش يتعدى للكيوسك قبل ما نمشيو كدلالة على انها "رحلة طويلة لبلاد بعيدة" حسب تعبيره ـ...
بون الفازة هاذي انا نسيتها جملة خاصة و انّي بعد مدة مشيت مع اصحابي وحدنا لدحدح و فشيت غيضي كيف ما حبّيت و إشتهيت, لكن تفكرتها كي قريت السؤال المعفّط متاع الفوروم حيث عاودت خالجتني نفس المشاعر اللي جاتني نهار حرماني من الرحلة...

المهم توة، انا صايي لقيتو اللوجيسيال اللّي حاجتي بيه في بلاصة اخرى و يعود الفضل لـ"الاب الروحي متاعنا" ڨوڨل (حسب تعبير واحدة من زميلاتي في الـ...) و ينجموا جماعة الفوروم يشدوا السؤال متاعهم يعملو بيه
auto-bouchage و كان يحبو اتو نعاونهم.


الكلب قالهالي...

رغم صبري على تقرعيشو و مشاكلو و المغامرات العاطفية متاعو اللي ما منعت منها حتى كلبة في الحومة...
و رغم صبري على كلام الناس و ضحكاتهم و همساتهم الجارحة كل ما يشوفوني معاه - في مرة من المرات جاني فرخ صغير قالي "بالله شكونو الكلب فيكم؟"-...
رغم هذا كله إلا انو الكلب ما فهمش روحو و ما حبش يعاملني المعاملة اللائقة اللي نستحقها كمواطن صالح، يخلص في ضرايبو، حافظ حماة الحمى..... ما نسمع من عندو كان الكلام الفاسد و
المنطق العادم... وساعات يتفوخر عليا الي هو حطّولو بعبوصو في قصبة 60 عام ما إستواش، و انا من اول ڨحرة وجهوهالي الدار، وليت نمشي للتوالات و ماعادش نعملها في الجنينة...
لين جاء النهار اللي فاض فيه الكاس و لحمت بيناتنا على خاطرو حب يمشي يتقابل مع كلبة نقلت جديدة للحومة و انا قتلو لا ابقى عس عالدار ما تخليهاش وحدها...
عاد قعد يحكي معايا و يلحلح بيا لين فد و ولّى ينبح عليا بلغة خايبة... ديراكت انا زهرت عليه بما تيسّر من الفاظ فسيئة و ذكّرتو اللي انا مولاه و اللي هو عايش تحت رحمتي، و بناء على ذلك لازمو يحترمني و يسمع كلامي دون نقاش...
ياخي ڨحرلي و طيّش السيڨارو من فمّو و قالي : انا اللي مكرّزني هو انك ما تجي تتبورب كان عليا انا، تره برى إمشي و قول لكلب اخر اعمل كذا و كذا...
و راس الكلب اللي جابني و همّلني ما تاكل نبحة نبّاش القبور...
انا فديت برجولية... خممت نحرمو من الماكلة، نهدلو النيش متاعو، نحكم عليه بسبعين جلدة، نهدر دمو... اما شديت روحي و قتلو في برود باللي باش تقول و باللي باش تعمل انا نبقى مولاك، كلب ينبح على
طيّارة...

ضحكلي ضحكة صفرة
و قالي عيْشو طيّارة, فيق عيْش بابا و يزّي مالفانتازموات الوردية متاعك، إنتي كي تخرج من داركم تولّي كيفي و يمكن اخيب مني...
تراه قلتشي مرة لا للعباد
اللي يخراولك في كيفك صباحًا مساءً، عيّطشي مرّة و هجت عالعلل اللي راڨدة على ڨلبك...
و ما نبعدوش لبعيد...البارح مثلا، كي جاء ولد عمي للقيروان، سمعوك كي قلت اش مجيب هالزّنس لبلادي؟ ماو حقروك إنتي و اللي كيفك...
و خلاف هذا، إخترت مرة شكون الي باش يحكمك ؟ سالوك مرة على رايك في مسالة تمس الوطن و المواطنين؟.. كي يخرج قرار في اي حاجة او يبدلو اي حكاية يجيو يقولولك يساعدك او لا...؟
شاوروك كي بدلو سيستام القراية ؟ شاوروك كي ظهرلهم يعملو اشغال في الفاك وين إنتي مستانس تركش مع الطفلة ؟
تي إنتي هاك مزمّر اكثر مني, و نزيدك زيادة : إنتي مستحقني اكثر مللي انا مستحقك، على خاطر قدامي انا بركة تحس روحك عندك قدر، اما كان نمشي عليك ما تلقاش كيفاش تسيّب الكبت متاعك
و اتو تحس روحك تفْشة في مهب الرياح...

انا وقتها طلع الدم لراسّي و قلت اكهو ماعادش فيها غدوة نهبط لسوق المنصف بيْ و نبيع والديه الكلب ولد الكلب لاوّل شاري يعرضني و بأي سوم.
لكن في لخر بطّلت...
صحيح هو كلب جنسًا و اخلاقًا...امّا ما كذبش عليّا في الكلام اللي قالو.

بانديّـة على الدوام....




الواحد قد ما يكوناكتي يشوف.... برجولية :

الخصّاؤون 2

كنت في تدوينة سابقة ذكرت بعض الانواع من العباد اللي يعرفو من اين تُنفخ الخِصية و ينجْموا بتصرّف بسيط يطلْعولك الدّم و العصب لراسّك. و المشكل ان العباد هاذم ماهمش حاطّين في مخاخهم اللي هوما يفددو فيك بالتصرف او بالكلام هذاكة، ديما حاطّين في مخاخهم الي هوما قاعدين يتصرفو نورمال و قاعدين يمارسو في سلوك إنساني عادي ,و يستغربو كي تعبر على تكريزك تجاه تجاه اقوالهم و افعالهم و حتى صمتهم و إقرارهم...
بون لهنا تفكرت بعض الانواع الاخرى اللي تفدد زادة لكن على مستوى اكبر و اعلى من العينات المذكورة سابقا حيث تدخل معاهم بالسيف في حوارات و نقاشات لين يكرهوك في النهار اللي حكيت فيه معاهم.
اباء العُرّيف :
و هم
اللي ديما يعرفو خفايا الامور و ديما فايقين بيهم شنوة يحبو يعملو و ما يعديوهاش عليهم بالسّاهل كيف ما تعدّات على باقي الشعب الكريم و ديما عندهم مصادرهم اللي تعرف شنوّة قاعد يدور في الكواليس و يعرفو بالظبط علاش عملو "الفازة" هاذيكة... وطبعا "الفازة" هاذيكة هي مجرّد مناورة و تعڨيبة قام بيها فلان باش يغطّي بيها عملة اخرى عملها او انو يحضّر لحكاية اخرى و اللي صار كلو تمهيد ليها...
و كان لي حديث ذات مظاهرة مع واحد من النّوع هذا حيث نظر بكل إحتقار للي عاملين الڨراف و قال: تي ريق بارد عاملينو، قال شنوة باش يقولو هاو عندنا فاك ديموقراطية و الطّلبة ينجمو يقيّمو فيها الاذان من غير ما يدخل لا بوليس لا غيرو... انا قتلو لو كان جات الفاك تصلح راهم ما عملوش مظاهرات من اصلو...
بون هو ما فهمش اللي انا موافقو على كلامو او لا ـ و انا بيدي كيفو ـ لكن مبعّد بدى يحكيلي على تفاصيل الاتفاق الي صار بين الطلبة المتظاهرين او إدارة الجامعة ( و قالي الي كان ثمة واحد كادر في الحاكم معاهم في القعدة) و قريب باش يقلّي كل واحد من المتظاهرين قداش خذا فلوس و قدّاش خلّص عليهم ضرايب...انا اكتفيت بالصمت و هو فهم الي الصمت علامة التصديق, لكن في الواقع انا كذّبتو في قلبي و ما حبيتش اجاهر بتكذيبي ليه لتلافي الدخول في حوار بيزنطي معاه, حيث نعرفو الكلام اللي باش يقولهولي و حفظتو من هاك العام... فإلى جانب الحلفان برحمة اللي ماتو في عيلتو الكل و برؤوس الباقي اللي مازالو حيين, يقلك اللي هو عندو شكون معاهم قالو عالهدرة الصحيحة و زاد حلْفو باش ما يعاودش الهدرة لحتّى حد، لكن بسبب ثقتو العمياء فيّا حكالي الهدرة ( اهوكة يشكرني بالكشي نرخ و نمشي معاه في الخط)....كذلك يجيبلك ساعات حجج تاريخية باش يدعّم كلامو. و المشكل انك كي تقوم بتكذيبو و تقلو وقتاش صارت الحكاية هاذي ، يقلّك صارت عندها مدّة لكن العباد ما سمعوش بيها لتعوّد تلفزتنا على تتليف هذا النوع من الاخبار اللي ما يسمع بها كان قلّة قليلة و ديما تصادف اللي هو من هاته القلّة القليلة.
الكبّاش النصوح :
خلاف
اباء العُرّيف اللي ديما يراو في الغابة المتخبْية وراء الاشجار، ثمة نوع اخر من العباد يفدد زادة و المشكل انك ما تلقاش كيفاش تحكي معاه حيث يجي يقدملك كمشة نصائح دينية حول اي حاجة. و كي تفهمو بالسياسة او بالقوة انو كل شاة معلّقة من عرقوبها و تقلو الي لا تزر وازرة وزر اخرى يقلك لا انا من واجبي و فرض عليا اني ننصحك و نرشدك للسراط المستقيم...توة الواحد كيفاش باش يحكي معاه هذا ؟ و اللي يزيد يُشعل الطين بلّة انو كل ما انا نكبّش في إتباع طريق الضلال يزيد هو يصرّ باش انا نتبْعو على خاطر ثمّة شكون قالّو اللي اجرو يزيد كل ما يزيد هو يكبْش اكثر لين توصل الحكايات لمواصلها و تلحم في عرك و معروك و تنابز بالالقاب و الوعيد بالويل و الثبور..فعملا بالحديث القائل :"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده..." يحاول بعضهم إستعمال البونية متاعو لتغيير ملامح خليقة العاصي اللي ما حبّش يتهدى و يتبّع السراط المستقيم. بالطبيعة ما قلتش اللي العباد الكل تستعمل الطريقة هاذي لنشرالدعوة لكن برشة حاطين في مخاخهم اللي الشيطان إستحوذ عليك و خذاك وطبعًا ما يُؤخذ بالقوة - او بالسياسة- لا يُسترد إلا بالقوة...
المحاضرين :
و زادة ثمة عباد عندها ديفو ماسط و انا بيدي كان عندي منو لكني لقفت روحي و الحق متاع ربي مازلت لتوة نحاول نلقف روحي كل ما نجي باش نمارس الدّيفو هذا, حيث قبل كنت مستانس نحلْ محاضرة على حاجات ما تستاهلش و ما تستحقش انو العبد يحكي عليها خاصة إذا كانت الحاجات هاذي ما تمسّش الآخر من بعيد او قريب...الحاصل برشة مرات نوحل مع واحد على خاطرني كي سلّمت عليه قلت "صَحّة" او " اهلا" او حتى "آه"... فيبقى يفسّرلي انو كي نقول السلام عليكم 10 حسنات.....( ماكم تعرفوها الحسبة قدّاش تطلع) و تراصّيلي في نقاشات تافهة و تضييع وقت عالفارغ... بون باش ما نبداش نجيب في امثلة اخرى عندها علاقة بالدين و تراصّيلي نمشي نلوّج على "فوبولوجيست". ثمة عباد تحلك محاضرة باش ماعادش تتكيّف و إنتي مستلقي... او على ضرورة العمل بكلام ناس بكري وصِدْق امثالهم...او حتى على الفوائد الصحية لتناول الغلة قبل الماكلة...
***** :
و هذا النوع يشمل بعض الناس
اللي حاطّين في مخاخهم اللي بعض الدول و المؤسسات ما عندهم حتى شي لاهين بيه كان حبك المؤامرات للعرب باش ما يتقدموش حيث وراء كل حاجة جديدة يعملوها لازم فيها خيط من خيوط شبكة المؤامرات اللي تحاك من قبل القوى المتآمرة على مستقبلنا...
الزّح تي في مجرد لفظ " مؤامرة تحاك ضدنا" ثمة دلالة متاع إستصغار و تحقير لعقل الإنسان، حيث عندما يردد إنسان قول : "اها راني فايق بيكم (او بيهم), و مانيش سيدي تاتا باش تتعدّى عليّا" يبان نافح بقدرة عقلية هو في الغالب ما يملكهاش لكن نفسو الامّارة بالبصّ هي اللي اوجدتها... كذلك الإنسان يحْقر و يحقّر من روحو كي يتخمّر مع نظرية المؤامرة حيث هذه النظرية تجي من خوفنا من الآخر و نظرتنا ليهم اللي هي اكبر برشة من الذي هم عليه في الحقيقة، فمع كل زيادة في الإيمان بالنظرية هاذي يزيدو يكبرو اعداءنا في عينينا ( الحجم متاعهم يكبر موش محبتنا ليهم) و نزيد
و نحنا نصغارو في عينينا زادة ...
طبعا لا يمكن إنكار وجود المؤامرات و تاثيرها في بعض الاحداث اللي تصير في العالم و ما قلتش اللي الآخرين يلوجو على مصلحة البشرية و يحبولنا الخير و الهناء, فالمصالح الخاصة هي تحرك سياسة كل دولة و ميهاش باش تبطل مخطاطتها على خاطرهم ما يساعدوناش و يضرونا=> كل واحد يضرب على درابوه.
لكن المشكل انو اسهل تفسير لكل شي - سواء كان هذا الشيء يستحق التفسير او لا- هو نظرية المؤامرة و يبدى الموّال متاع هانا فقنا بيهم و يكيدون لنا لكن كيدنا اعظم...ديجا نظرية المؤامرة ساعات تحيلنا على إستضعاف انفسنا فمثلا في احداث 11/9 قالو برشة من المحللين في التلفزة و الصحف و حتى قهوة حومتي انو اللي هي مؤامرة و لعبة عاملينها ضد العرب لتلبيسهم التهمة و كانت الحجة متاعهم انو العرب عاجزين على القيام بعملية دقيقة ذات تخطيط متقن كيما الهجمة هاذيكة.

بون الصفات اللي ذكرتها متاع بعض الانواع من العباد تنجّم تلقاها مجتمعة عند شخص واحد: فبدرايته للي يصير في الكواليس يعملك محاضرة حول المؤامرة اللي تحاك ضد الشّعب من خلال قوى الظلام اللي ما يجيهاش النوم و ما تتهنّى كان كي تقضي على حضارتنا و وحدتنا و عنفوان شبابنا و تزقزيق عصافيرنا... و كل اللي ما عندناش منو على الاقل في الوقت الراهن.
تعددت الاساليب و اختلفت المجالات لكن يبقى التكريز واحد...
مكرّز انا...حتى ينتهي التكريز او
انتهي "انا"