التكركير...

من المعروف ان دور الوالدين الرئيسي في الحياة الدنيا يتمثل في تربية صغارهم و محاولة تطليعهم رجال او نساء يعمْلو عليهم و يحملو الشعلة من بعدهم. و كل والدين عندهم طريقة معينة في التربية و طبعا هاذي الطريقة تختلف بإختلاف الغاية اللي يحبو يوصلولها من خلال تربيتهم لصغارهم، اهوكة اللي يحب ولدو قاري و ماركة شهايد, يغرمو في القراية و يحببها ليه و كذلك يخوفوه من" الـلاقـراية" و يحطولو في مخّو انو كل طريق غير طريق القراية هو طريق الفساد و ما يلقى فيه كان الويل و الثبور ... و ثمة شكون يحب ولدو يطلع متدين قبل كل شي و يكون هذا بترغيب الطفل في التمسك بالدين باش يحصل الدنيا و الاخرة و زادة بترهيبه من جهنم و بئس المصير إذا ابدى اي نوايا للحياد عن السراط المستقيم...و ثمة شكون يحب يطلع ولدو كوارجي اهوكة يولّي يهزو يتفرج في ماطشوات الكورة و دوب ما يكبر شوية يقيدو يترانى في نادي من النوادي,إلخ...
و خلاف هذا الكل يحرص الوالدين باش ولادهم ياكلو بالڨدا لين يشبعو، و يلبسو لين يدفا
و، و يهزوهم للطبيب كي يمرضو، إلخ...
لكن حتى مرة ما ريت والدين سألو رواحهم و قالو : زعمة ولدنا تكركيرة بين صحابو؟ زعمة كي
يخرج مع اصحابو، لاقي قدرو معاهم او انهم عاملينو احمق القرية و ما يعيّطولو كان باش يفرْكوهم عليه؟
حتى كي تواتي ساعات و نحكي مع واحد من والدين اصحابي ، ديما يسألوني: يقرى على روحو و يمشي للفاك/ليسي ؟ جايب روحو في القراية؟ يعمل في مشاكل ؟ تمشيشي عيش ولدي تبعو الفاسدين و الزبراطة و بنات الشارع...اي
ا وقتاش يهديكم ربي و ترجعو تصليوا؟ ماو انصحو بعضكم، إلخ....
يعني لا نهار نتفكر ام من امهات اصحابي او امي انا كي تحكي مع صاحب من اصحابي تسأل على قدر ولدها بين اصحابو... طبعا موش تجي تسأل و تقول: اها ولدي تكركيرة ولاّ ؟ اما تشوف كيفاش تسقصي على ولدها و على وضعيتو بين اصحابو..
هو لا محالة الواحد كي يبدى تكركيرة يبان عليه دوب
ما تحكي معاه كلمتين. فبمجرد الحديث مع شخص و النظر إلى كلامو كمًا و كيفًا تنجم تعرف مدى تمكنو من فن الكلام و هل انو يعرف يجاوب العباد او لا. لكن المشكل هو انو العباد الكبار كي يشوفو واحد سكوتي و ما يجاوب كان بكلمة و قص و منطوي على نفسو يقولو عليه "والله عاقل مسكين" و "محلاه الطفل خاطيه " و يبداو فرحانين بيه و لا يدركون ان ذلك السكات هو من اعراض التكركير المزمن....

بون
ينجموا الوالدين يشوفو النوع و الكم متاع العلاقات الإجتماعية متاع ولادهم و بطرف دقة ملاحظة و شوية وسع بال ينجمو يعرفو إن كان ولدهم يعاني من اعراض التكركير او لا من غير ما يسألو حتى حد ( خاصة و انو في بعض الحالات يصبح هذا السؤال هو بيدو سبب لتكركير اولاد الوالدين اللي سألو). فمثلا ينجمو الوالدين يشوفو عندو برشة اصحاب او لا ؟ يمشي يكوّر مع اصحابو ساعات او لا ؟ هل انو يصبح شوهة - شوهة موش حرب- كي يتنرفز او انو من جماعة "يمين البكوش في صدرو" ؟ هل انو حريص على مظهرو الخارجي او لا ؟... يقعد ياسر في الدار او انو عندو طرف هملة ؟ ... يلبس كيما اندادو او لا ؟ و لهنا مانيش نحكي على سوم او ماركة السراول متاعو...بل عن طريقة اللباس من اصلو, حيث يا ما ريت عباد تكركرو لمجرّد انهم كي يلبسو سروال يهزّوه للسرّة....
و ديجا الحرص على اللباس يعني الحرص على علاقاتو العامة و منظرو في عينين المجتمع.
و شئنا ام ابينا ، في الوقت هذا المظهر عندو مكانة عالية و تصل احيانا إلى درجة التكافئ مع المضمون ، هذا إن لم يكن للمظهر دور و دور كبير في تحديد المضمون (عمركشي ريت وحدة لاهية بروحها وتلقاها حشامة برشة او انها تتربث كي تحكي مع العباد؟ )
و نعاود ونكرر اني مانيش نحكي عالمستوى المادي للحوايج... الواحد توة ينجم يلبس باسوام رخيصة كي يمشي يشري من الفريب او بعض الاسواق المعروفة كيما الحفصية و سوق الملاسين و الصباغين...

بون صحيح انو القـدَر ساعات يعمل فازات ماسطين مع العباد من الناحية الخلقية مثلا او المادية او حتى ساعات ينعم على واحد بمخ كيما مخ هومر سيمسون و يولّي تكركيرة اندادو...، لكن المشكل الاصلي هو انو الوالدين ما يلوجوش و ما يسألوش على وضع اولادهم كي يخرجو للشارع, بينما تلقاهم حريصين كل الحرص على قرايتهم او صيامهم لرمضان او هل انو يشرب في دواه او لا...
و لايتـنابز إثنان في انو التكركير المستمر ينجم يخلق إكتئاب عند الشخص و معاه زادة إحساس بالوحدة و احيانا بالحقد و النقمة عالمجتمع و تنجم تنج
ر عن كل هذا نتائج وخيمة حتى النخاع و لا تنفعو وقتها لا قرايتو و لا صحتو و لا حتى صيامو لرمضان...

طبعا انا مانيش ندعو في الوالدين انهم يخليو ولادهم يطلعوا شواطن و مللي كنا خايفين من تكركيرة نطلْعو مجرم، اما ما فيها باس كان يخمموا شوية في جوانب اخرى تمس اولادهم خلاف شهايدهم و إلتزامهم بدينهم و صحة بدنهم...


هناك 9 تعليقات:

  1. تشيخ ضحك حكاية المخ متع هومر سيمسون.. هو على دوبو أما البركة في بارت وليسا هوينهم عاملين بعمايلهم..
    بالنسبة" التكركير" نتصور ساعات يتجاوز التربية للجينات...

    ردحذف
  2. ناس بكري قالو ولد الفار يطلع حفار و ولد الوز يطلع عوام...
    بون انا ريت شكون بوه بقدرو و بشلاغمو المفتولة، لكن ولدو طلع حالاويسة و في إعتقادي سبب ذلك هو الصعب متاع بوه في تربيتو...

    ردحذف
  3. Je m'excuse je reponds en Francais pour des raisons techniques :-)

    Ton post est tres important meme si tu ne parle que d'un cote du probleme ou pour preciser tu parle d'un resultat particulier qui peut decouler d'enfants qui n'ont pas ete bien eleve.

    Les parents ont une grande responsabilité car ils sont les premier a définir son caractère. Pour ne pas être long, un parent responsable doit toujours suivre 2 principes. le premier et d'aimer son enfant de façon a ce que ca soit évident pour l'enfant. Un enfant doit se sentir toujours aime, pas gate ou avoir tout ce qu'il veut, non. juste se sentir aimé, cela veut dire qu'il n'a jamais peur de ses parents, qu'il n'est jamais maltraite ou ignore..etc
    Le deuxième principe qui est aussi important est que l'enfant doit apprendre a être responsable et on doit lui donner la confiance en lui et faire en sorte qu'il a un self esteem très développé. En le responsabilisant et en lui donnant confiance même quand il échoue, on lui apprend la réalité et on lui donne les outils pour réussir sa vie sociale, familiale, professionnelle, et sa vie tout court.
    Si on suit ces principes, ils éviteront le tkarkir, et tout autre problème, car tout coule de la. Et la c'est mon avis en tant que parent.

    ردحذف
  4. غير معرف27/3/09 11:07

    juste une remarque, écrire "tkarkir" sans le dernier "a" peut induire en erreur en donnant l'impression que tu parles de "paresse".

    ردحذف
  5. @ سمسوم
    شكرا عالمرور و كلامك صحيح حول "الدلال اللي يخلف التكركير" يعني طرف كبس ما يضرش حتى كان تغشش الطفل نهارين...
    و بالطبيعة حاجة باهية انو الصغير يتعلم الإحساس بالمسؤولية من الصغرة، انا مسؤول إذن انا موجود، بينما إذا كان يعدي صغرو الكل "مـعـفى" او يعفيوه على خاطرو فشل في حاجة، ديراكت ثقتو بنفسو باش تتهز و يحس روحو ماهوش كفؤ باش يعمل اي حاجة...

    @غير معرف : ثمة فرق بين التكركير و التكركيرة، التـكـركـيـرة هو الوصف الذي يُطلق على اللي يقع عليه فعل التـكـركـيـر...
    وشكرا عالملاحظة...

    ردحذف
  6. ابن الجنوب2/4/09 14:55

    من رايي ان المسالة لا يجب الحكم على صوابها من خلال الدعوة الضمنية لترك الابناء في حالة تسيب مع كل من هب ودب من الاصحاب من دون مراقبة، كما انه بالمقابل لا يجب على الاولياء ان يبالغوا في المحافظة والتدليل وصيانة الطفل بشكل يجعل منه كائنا هشا

    من واجب الاباء ان يسألوا عن الصحبة ومن واجبهم ان يحذروا ابنائهم من الاقتران بالاصحاب السيئين ممن يعرف عنهم سوء السلوك، وهذا لا يتناقض مع كون الاباء يجب عليهم ان يزرعوا في ابنائهم الثقة بالنفس وعدم السكوت عن الظلم و عدم الانسحاب او الهروب حين دخول الخصومات مع اقرانهم، كما يجب ان يبينوا لهم ان النجاح في الدراسة لا يتناقض مع كون الواحد يجب ان يكون ذا شخصية قوية، شجاع غير جبان بكل معاني الشجاعة، غير منسحب من المواقف

    بمعنى ان احدهم كونه نشأ مثلا ذو صحبة سيئة وعاشر سقط المتاع من الاصحاب، لا يعني ابدا ان ذلك يعد فخرا او تميزا، حتى يقع المطالبة بالدعوة للمرور بتلك التجارب، كما ان من كان ذو اخلاق متميزة بل ودراسة متميزة، لا يعني انه ذو شخصية هشة و"نيّة"، وان كانت اغلب الحالات كذلك

    اعرف البعض كان دائم التميز بالدراسة، وذا اخلاق كبيرة وكان منذ صغره مواظبا على واجباته الدينية، ولكنه بالمقابل، عنيد وشجاع، بحيث يقع الالتجاء اليه احيانا حينما تجد المشاكل مع "الباندية"

    ولذلك انا شخصيا اطلب من ابنائ 3 اشياء: وجوب حفاظهم على دينهم وهذا هو رأس المال، ثم تربيتهم لتكوين شخصية قوية لديهم وهذه تدخل فيها اعتبارات العناد وعدم السكينة وعدم الخنوع بالمواقف التي تعترضهم، ثم ثالثا الدراسة

    والعملية في اخر المطاف فيها جانب من الوراثة، فمن كان ابوه خانعا ذليلا بطبعه، فلن يستطيع ابنه ان يكون استثناء الا نادرا، ثم من كان ذليلا ميالا "للترهدين" اوالهروب من المواقف، فلن يغير من حقيقته مخالطته لاصحاب السوء،لان هذه الصحبة اصلا لا تعني شيئا، بل تزيد من التغطية عن النقص ولا تبرزه امام المحك، بل انه يمكن القول ان التجاء احدهم لمجموعة لكي يتجنب نقد الناس دليل على شخصية هشة "أمعية"، وهو ما يجب تربية الطفل على عدم الوقع فيه.
    وحينما يكون الطفل ذا شخصية قوبة، فهو سيتصرف معرضا على راي الاقران من الذين رفض صحبتهم بفعل سوء سلوكهم، وسيتمكن من تلقينهم احجارا ولعله سيلقنهم "طريحة" ان هم اعترضوا في وجهه

    وعليه فتناول الامر من خلال الاحتكام لمبدا مخالطة اصحاب السوء من عدمه، تحريف للمسالة

    ردحذف
  7. ابن الجنوب2/4/09 17:31

    أضيف ملاحظات اخرى مهمة، وهو ان الوصول لحد الدعوة للتخلص من التربية على المبادئ، بداعي وجوب التعلم من الواقع مباشرة، بحلوه ومره، وهي الدعوة الضمنية للتخلص من سلطة الاولياء ومن ثمّ سلطة القيم، تحمل مؤشرات خطيرة لعل منها:

    - هذه ابرز نتائج عمليات غسيل المخ والاقتلاع التي عمل على غرسها بالتونسيين طيلة العشريتين الأخيرتين، وكان ان تم تمرير ذلك خاصة من خلال المنظومة التعليمية التي اشرف على تركيزها الهالك محمد الشرفي المعروف بتوجهاته التغريبية اليسارية
    -
    الدعوة للتخلص من ضوابط القيم، وان كانت تمرر تحت ظاهر براق وهو التعلم من الواقع والتجارب، تمثل دعوة لتكريس حالة الانصياع لضوابط الواقع وليس لضوابط القيم، وهي لب الدعوات التغريبية العاملة على الحاق التونسيين والمجتمع التونسي عموما بالغرب، وهي الدعوات التي للأسف يقع ابتلاعها من طرف الأجيال الجديدة من التونسيين ضحايا العشريتين الاخيرتين بتونس

    - تعمل هذه السياسة الثقافية التي مرت وتمرر بتونس، على الإعلاء من قيمة الواقع من خلال الزعم بوجوب المرور بالتجارب بما يعني ضمنيا الدعوة للوقوع في الانحرافات الأخلاقية مقابل الحط قيمة الأسرة والقيم عموما، كما تعمل على زرع اسس لافراد ضعاف الشخصية إمعات يسهل قيادتهم، بحيث يقع التاسيس بالتربية على الانصياع لضابط يخضع لأراء الناس، وليس ضابط مطلق هو القيمة العقدية، ومن سلم خلفيته المحركة لاراء الناس، فهو عمل اليا على ادخال نفسه في سلك "القطيع"، بما يعني انعدام التفكير الحر والمستقل، و من ثمّ انتاج شخصيات مسلوبة الارادة كما نرى حالنا الان بتونس.

    - وفضلا على أن الانضواء في هذه التوجه الثقافي الذي هو احدى مظاهر خطط غسيل المخ بتونس، والتي يتبناها ضمنيا كاتب هذه التدوينة، يعكس ضيق افق واقرار بضعف الشخصية ممثلا في عدم القدرة على التصرف المستقل عما يطلبه الواقع من اصحاب وغيرهم، فان ها التمشي اثمر على مستوى البلاد بتونس، مانراه من اتجاه المجتمع التونسي عموما نحو الانحدار على عديد الاصعدة (شيوع الفاحشة بنسب كبيرة والتفكك الاسري وتمرد الأبناء على سلطة الاباء وتزايد حالات الطلاق وارتفاع نسب العنوسة واتجاه المجتمع التونسي نحو التناقص العددي...) من دون تنبيه اغلب الناس، بل ان منهم من يدافع عن هذا الواقع، كما تقوم به هذه التدوينة

    - ومثل ها الامر يؤكد ملاحظتين، اولها قوة ونجاح ادوات غسيل المخ التي تستعمل بتونس لتوجيه الناس، وثانيها وجوب اعادة النظر في مجمل المنظومة التربوية التي خرجت اجيالا منبتة كما تثبته هذه التدوينة

    ردحذف
  8. وين ريتها الدعوة الضمنية لترك الابناء في حالة تسيب ؟ بالعكس انا دعوت الوالدين لمزيد من الحرص على ابنائهم، و اشرت كذلك إلى ان يكون هذا الحرص غير ملموس من قبل الابناء خوفا على ثقتهم بانفسهم...
    كان الغرض الاساسي من هذه التدوينة دعوة الوالدين إلى تقسيم "قـدراتـهم التـربـويـة" بشكل عادل على جميع اجزاء حياة ابنائهم:

    "... اما ما فيها باس كان يخمموا شوية في جوانب اخرى تمس اولادهم خلاف شهايدهم و إلتزامهم بدينهم و صحة بدنهم..."

    المهم، انا قمت بالإجابة على تعليقك باش اي واحد كي يقرى التدوينة و مبعد يقرى تعليقك ما يغلطش...

    اما بالنسبة ليك إنتي، قبل ما تعلق اقرى التدوينة بالڨدا موش تجيب كلام قال شنوّا انتي فهمتو ضمنيا و بناء عليه تبدى "تقارع فيا بالحجة"...
    هذا يتسمى نوع من الفصام

    ردحذف
  9. béhi yezitech m "tka
    rkir" w ktebt post è5er
    :pp???

    ردحذف

علّق على ما خلطْ... و بالطبيعة أيّ تعليق يحتوي على عبارات منافية للأخلاق الحميدة او منافية لأي نوع آخر من الأخلاق سيتمّ محْقُه...وشكرًا

Je traduis :

5alli commentaire(s) 3la ma 5latt et biensur ay commentaire(s) mouch bèhi yetfasa5...merci