شعّل سيڨارو...

مع كل عضو جديد ينضم لجموع المدخنين لازم باش تتعاود الكاسات القديمة متاع الدخان يهلك صحتك و فلوسك و يجيبلك دعاء الشر و غيرهم من النصائح اللي كلا عليها الزمن و شرب و تجشأ...... و قد حدث مثل هذا منذ مدة مع واحد من اصحابي جمعني به القدر في قهوة وحدة بغية متابعة مقابلة في كرة القدم... ( بون هي ما صارتش من اصلو , لكن حكاية حولة خطرتلي و انا اتأمل دخان السيڨارو يتموج على ضو l'ecran و يتراقص على إيقاع انفاسي...)
المهم قال لي هذا الصديق انو إنضم اخيرا لقافلة المدخنين عاد جيت انا باش ننصحو ( لو كان نصحت روحي خير ) لكن بكل برود مثير للشبهات قتلو: تعرف شنوّة قالو العرب القدم ؟ قالي لا... قتلو :
من لم يـمـت بالسـيـف مات بغيـره **** تعددت الأسباب والمـوت واحـد
ديجا الموت اصبح من اهم سمات هذا العصر و ماعادش تنجم تحسب الاسباب.و قتلو شخصيا انا نعرف اللي باش يجي نهار و نبلع سبادري و نخلط على الجموع اللي الفوق , و هذا الإقتناع ترسّخ في منذ نعومة ظوافري , حيث ديما نسمع الكبار في الجبّانة او كل ما يحكيو على الموتى ديما يقولو : " انتم السّابقون و نحن الاحقون"... لا نهار سمعت واحد قالها كي يحكي على بلاد نجحت في حاجة او حتى على إنسان عمل إنجاز صغير... ديما نقعدو ناوين باش نخلطو على عباد "صارتلهم حاجة" عمرنا ما نفكّرو باش نخلطو على واحد هو اللي عمل الحاجة....
نرجعو لموضوعنا, قلت لصاحبي يبقى الموت حاجة حتمية و كل واحد فينا لازمو باش يجي نهار و ينقشع فيه من الحياة الدنيا و كي تجي تشوف تلقى اللي اسباب الموت متاعك ما تنجمش تحكم فيها فمثلا الحروبات بجميع انواعها (الحرب بين شعب و واحد جا يستعمر فيه...كيما فلسطين
و إسرائيل, الحرب بين الطوائف كيما السنّة و الشيعة...و لهنا كارهم يعملو تنقيح للمثل القائل صاحب صنعتك عدوك, يولّي صاحب دينك عدوك... الحرب ضد القوى القزوردية كيما الحوض المنجمي و غيرووووو.....) الحروبات هاذي الكل تحكم فيها قوى اكبر مني و منك و تخرالهم فيه خاصة كي تبدى وحدك , و بطبيعتنا احنا 10 ملاين و كل واحد وحدو, و ساعات نوليو 340 مليون... لكن ديما كل واحد وحدو.
المهم مادام الحروب لا عندنا فيها لا حل و لا ربط و ما عندناش فيها حرية الإختيار...اهوكة الد
خان يولي تعبير بسيط على حرية انسان كرّز و يحب يحرق الهم متاعو باي حاجة بين يديه...
كي تكرّز من الظلم و ما تنجمش تشعّل حرب عليه...شعل سيڨارو
كي تكرّز من الجهل و البهامة و ما تنجمش تشعّل حرب عليهم...شعّل سيڨارو
كي تكرز من الفقر (موش بالضرورة تكون إنتي هو الفقير باش تكرّز) و ما تنجمش تشعل حرب عليه....تشعّل سيڨارو
و كي تستنج اللي الفقر يؤدي إلى الجهل , و انو الجهل يؤدي الى إستبلاه الشعب و ظلمو, و ان هذا الظلم عندو نتيجة واحدة وهي المزيد من الفقر => المزيد من الجهل => المزيد من الظلم...و هكذا و دواليك
و تزيد تسنتنج انك ما تنجمش تشعل
حرب ضد هذه الدورة المفرغة... تشعّل سيڨارو
المواطن يحس اللي لازمو يشعل النا
ر ضد هذا الكل , لكن بما انو لا حول له و لا قوة, يكتفي بالدخان اللي ينفخو من فمّو, و كان تثبتو مليح اتو تلقاو انو كل نفخة متاع دخان هي تنهيدة مقنّعة و متخبية في شكل دخان ابيض كسواد ايامنا ( هاذي سارقها اما نسيت منين ,حاسيلو تابعة يوم التدوينة البيضاء)
و توة منين تتلفت تلقى حملات في التلفزة والجرايد و الإنترنات ضد الدخان والمدخنين و يعملو ملاين البوستارات و الكاتالوڨات فيهم راجل مشرّحينو و حاطين بلاكة على كل قطعة من بدنو فيها إسم المرض الي ينجم يصيبها
توة اللي عملو بيهم الإشهارات هاذم الكل, كان عملو بيهم حاجات تساعد و لو بنسبة قليلة نوع اخر من المدمنين خير. و نقصد لهنا العباد اللي ادمنت الفقر و الجهل...
كان من الاحسن انو يستغلّوا الفلوس هاذوكم في لمّان الصغار اللي تدور في الكياسات و تبيع في كل شي إبتداء من الوقيد و الشِّكلي وصولاً إلى اجسادهم و برائتهم...ديجا من الواضح انّو الصغار هاذم يمثلو كيّافة المستقبل, و يا ما ريت في محطات الميترو صغار حاطين كرذونة فوقها باكوات دخان و بريكيات يبيعو فيهم... و تلقاه
م شاديين سيڨارو و يتكيفو , كأنهم حسّوا بالنضج متاعهم من خلال معانتهم اليومية, و حان الوقت انهم يشعّلو سيڨارو و يفرهدو على راوحهم...
كان من الاولى القيام بحملات ضد البهامة و الجهل و الفقر و الضحك على الذقون و تغطية وذن الشمس بغربال... في بلاصة الحملات هاذي , و انا عمري ما ريت واحد كان يتكيف شاف تصويرة متاع رواري كحل ياخي بطّل الدخّان... ريتها كان في التلفزة اكهو. و من غير ما نحكي عالتلفزة و البصّ المدقع اللي نراوه في التلفزة...
لكن ثمة حملات ندعمها و نشجع عليها, و هي الحملات التوعوية ضد التدخين في الاماكن العامة, كيما السبيطارات, الإدارات.... و لكن الحملات هاذي تبدو لي حملات ضد التڨوعير اكثر منها ضد التدخين في حد ذاتو.ديجا انا نفد من واحد يتكيّف و ما يحترمش رغبة الاخر في عدم الإستمتاع بريحة دخانو...
و من المقولات السائدة في بلادنا هي "المضرّة ما تتـشـدّش" و المضرة هنا هي تربيجة بالدخان , و بالحق قليل وين واحد يطلب سيڨارو و يتم رفض طلبه... يعني الدخان اصبح من الممارسات المشتركة بين افراد الشعب و بما انو حتى حد فينا عندو حاجة يعطيها للآخر باش يشجّعو على الحياة, اهوكة نعطيوه سيڨارو يقرّبو مالموت , هذا إن لم يكن طالب السيڨارو ميّت اصلاً...
طبعا يبقى الدخان مضر بالصحة الفلوس و حتى العلاقات الإجتماعية...لكن "بول عليها" , قوة الدخان بالنسبة لي و لكل المدخنين تتمثل في "بول عليها"
طبعا ما نجّمش نقول انّو الكيّافة الكل, يتكيّفو من جرّة الاسباب المذكورة اعلاه لكن فئة لا بأس بها تخمّم كيفي... و إحقاقا للحق حتى لو كنت انا الوحيد اللي يخمّم هكّة و يتكيّف للاسباب هاذي... نورمال, "انا" بالنسبة "لي" امثّل فئة لا بأس بها...
بعدما قلت قولي هذا لصاحبي غزرلي باهت و قالي: "كسّرتلي راسّي ماو قلّي ملّلول تكيّف و بول عليها" ثم شعّل سيڨارو و رجع يتبّع في الماتش...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق على ما خلطْ... و بالطبيعة أيّ تعليق يحتوي على عبارات منافية للأخلاق الحميدة او منافية لأي نوع آخر من الأخلاق سيتمّ محْقُه...وشكرًا

Je traduis :

5alli commentaire(s) 3la ma 5latt et biensur ay commentaire(s) mouch bèhi yetfasa5...merci