قطائف من بلادي...

في يوم من الأيّام ( ما نعرفش علاش يقولوها هاذي؟ تكونش عليه ثمّة يوم ماهوش من الأيّام) قاعد نمشي انا و واحد ياخي عرضنا واحد آخر. وها "الواحد الآخر" معروف انّو حاشيه في كل شي و في المجالات الكل : حسن الخلقة و الخلق, رجل يتفجّرحيوية و نشاط, طيب القلب, هادئ الطباع, ميسور الحال, سخطة في تدبير شؤونو... تي كان باش نكمّل نحكي عليه باش نعمل فقرة كاملة تشبّه لإعلانات الزواج في الجرايد اللي ما فيهم حتى واحد خايب الخلقة او واطي الخلق... الحاصل ما نطوّلش عليكم جانا ها "الواحد الآخر" ا مكشبر و ماهوش قد بعضو و يهمهم بكلام غير مفهوم و باين يكفر و يسب في النهاراللّي تولد فيه بكل ما أوتي من قلة تربية...
عاد بهتنا نحنا في حالتو و قلنالو:
ـ يا ولدي ماو لاباس ؟؟ شبيك فادد و متغشش؟
الواحد الآخر : "تي يلعن بو ها البلاد اللي عايشين فيها و ها الزمان الكلب اللي عايشين فيه..." و زاد قال الفاظ لا يسمح الضمير التدويني بذكرها.
عاد انا خممت و شوية و قتلو :بااااز راك مشيت لإدارة من الإدارات باش تطلّع ورقة او باش تخلص فاتورة و قعدت تستنّى في صف طويل و عريض - هو كي تجي تشوف نحنا ديما الصفوف عندنا تمشي و تعراض موش تطوال , ما فهمتش العباد كيفاش فهموه مصطلح "صفّ"... اللي يجي ديما يبقى بجنب خوه موش وراه...يمكن ثمة حساسيات دينية و اخلاقية من الاتيان من الخلف...و الله اعلم - وبعد المعاناة هاذيكة الكل, كي وصلت للڨيشي فاجئوك و بشّروك بعدم جدوى كل ذلك الانتظار لأنّ "سي فلان مشى يشرب في قهوتو و سي فلتان ما جاش اليوم... و سي دراشكون عندو دراشنوة منعو من تحضير ورقتك..." و غيرها من الاسباب و العوامل اللي تحيل على "ارجع غدوة"..
قال : لا لا ما مشيتش لإدارة...الله يكفينا شر المرج الإداري و العذاب متاعو. اما اليوم راني...
قصّيت على كلامو و قتلو :
مالا باز في الثنية و إنتي ماشي للإدارة (رغم إنو قالي اللي هو ما مشاش لحتى إدارة) تعذبت في وسائل النقل و راك دخت من الروايح و الدزّان و الحس و الفوضى متاع العباد ...و زيد راك عملت عركة مع واحد(ة) على خاطر جاك تليفون و كي مديت يدك لمكتوبك باش تجبد البورطابل مسيت بلاصة من البلايص الحساسة في بدنو(ها) - كي تجي تشوف تلقى اللّي البلايص الكل تولي حسّاسة في وسائل النقل - و خلاف هذاكة راك سمعت وسخ وذنيك و صبرت لين ما عادش في قوس الصبر من منزع كيما قال ابو لهب, و ِلِحْمت بيناتكم و بدات الأصوات تنادي بالتدوير للمركز و اصوات اخرى تنادي بالصلاة على النبي و تفادي الذهاب للمركز خوفًا على مصالح الركاب من التعطيل و خوفاً ايضًا من تكبيش البوليسية في المرسكين...
قالي : يا ولدي موش هكاكة الحكاية و ما مشيت لحتّى إدارة و ما ركبتش لا في الميترو و لا في الكار, تي ماو في بالك عندي كرهبة...
قصيت عليه مرة اخرى و قتلو : آآآه !! توة فهمت... و إنتي مروّح وقّفك الحرس و قعد يثبّت في الاوراق و يعاود يقرى فيهم تكونش عليه يهجّي في الحروف... وبدى يلمّح في رغبتو برشوة لله تعاونو على همّ الزّمان و خلاف هذا راك طحت في أومبوطياج بوه كلب بسبب الفوضى و البهامة في تنسيق الأشغال البلدية - و بالمناسبة هاذي نشكر البلدية على تفهّمها و إستيعابها انّو الكراهب تحتاج إلى كياسات مُعبّدة و مسطّحة لها حد ادنى من العُرض و الوِسع....و كذلك حد ادنى من الحفر-. و من غير ما نحكي على اسوام الإسونص اللي ديما تطلع و ما تهبطش حتى كي يُرخص سوم البترول في العالم...
قالي يا ولدي امور الكرهبة لاباس و ما وقفني حتّى حد اليوم...
عاد انا اطلقت العنان لخيالي و إبتعدت على المتع اليومية في تونس و قتلو:
اه مادام هذا الكل ما صارش يظهرلي فيك مازلت كي تفرّجت في الأخبار و فدّيت ملّي صاير في غزّة و العراق والعباد اللي تموت على بعضو و العرب كيما العادة ما يعملو حتّى ردّة فعل و كان حبّوا يعملو اهوكة ينددون و يشجبون فقط وفوق هذا كي يجيو ينددو و يشجبو يقول كلمتين في العدو و يكون باقي الشجب موجّه لطرف عربي آخر و تزيد تلحم بيناتهم و ما يوصلو لحتّى شي....الحاصل تقريب 340 مليون نسمة عمرهم ما عملوا حاجة باهية... تي لو كان جاو 340 مليون ذبّانة راهم طردو الأعداء متاعهم بمجرد الإتحاد والإتفاق على تحريك جوانحهم فرد وقت اتو يطيّروهم او حتى يهبلوهم بالـ"أزيز" متاعهم.
"الواحد الآخر" صاح قائلاً : يا ولدي اما عراق و اما ذبّان تي موش هكّة الحكاية اما راهو في الـ2009...
قتلو: "اااااااااه إستنّى إستنّى !!! فهمتك.. ماو نعرفك قاري و تفهملها في السياسة..."و سكت انا للحظة و تلفت يمنة و يسرة و من خلفي و امامي و تأكدت اللي ما ثمّة حتى حد في محيط شعاعه 3 ميترو و قتلو : ما تكون كان فادد من الحياة السياسية الميتة في تونس اللي يصول و يجول فيها كان واحد بركة من غير ما يلقى شكون يجي ضدو, و ما تلقى كان احزاب صورية متاع هاني معاكم لا تقولو نظام ملكي. و فوق هذا يزيد يجي في التلفزة امين عام متاع حزب من احزاب المعارضة و يشكر الرئيس على تعاونو و السماح لحزبه بالمنافسة و و يشكرو ايضا على الدعم متاعو للحزب - لكن نورمالمون مايشكروش لأن هذا الدعم ما يتسمّاش مزيّة مادام الحزب المدعوم هو فرع من فروع الحزب المدعِّم -... و يمكن ان يكون هذا الدعم يتمثل في التمويل للحملات الإنتخابية متاعهم باش ينجّموا يعلقوا طرف شوالق في البلاصات و محطات الكيران و غيرهم من المواضع القابلة للتعليق عليها... حاسيلو ناقص كان يكريو ظهورات العباد يعلقو عليهم برامجهم الإنتخابية. و رغم إختلاف الوان و اشكال هذه الشوالق إلا ان الشعب الكريم يدرك انها شوالق قزوردية تمثل كلها لون واحد, لون بعيد كل البعد على اللون الصحيح متاع الحياة السياسية اللّي لازم تكون موجودة في نظام جمهوري...
قالي "الواحد الآخر" : إنتي صايي هترت و بديت تهز من الجابية و تحط في الخابية. الكلام اللي قلتو الكل ما عندو حتى علاقة بمشكلتي.انا اللي فددني هو كيفاش كمشة طحّانة ما لقاوش شكون يوقفهم عند حدهم...
قتلو (كيما العادة نقص على كلامو) :" اااه برّا برّا!! عرفتك شنوّة تقصد. إنتي بااز سمعت بعملة جديدة من عمايل افراد العايلة المالكة. اللي فرعون و قارون و غيرهم ممن عاثو في الأرض فسادا, يتسماو ملايكة قدامهم"... ثم سكت انا شوية قعدت نخمّم و قبل ما يتكلم هو صحت فيه مفجوع : "آها تمشيشي وصلّك الطشّ, و إنتي هو الضحية متاعهم المرة هاذي و فكّولك حاجة..."
كرّز هو و قالي بنبرة عنيفة بعض الشئ : يا ولدي تي شبيك تحكي هكّة !! الكلام اللي تحكي فيه الكل ما صارليش اليوم... و برجولية ما عادش عليّا بكري, اتو نحكيلك مبعّد كي نتقابلو.
قتلو: باهي مالا, نتقابلومبعّد و نحكيو... ايّا نبقّيك عليه
ـ الشدّة فيه و العمال عليه
و ذهب كل منّا إلى حال سبيله ...