Necro-opportunisme / الـنـيـكـرو-إنـتـهـازيـة


قبل البدء

مجرد تفسير بسيط للعنوان : "نيكرو" هو بريفيكس يعني الموت و منه ثمة نيكروفوبيا و نيكروفيليا (إشتهاء الموتى),إلخ...


توة عندي تقريب 12 سنة مللي توفّى الوالد و مشى على روحو... و و نورمالمون و كما يقول الكثيرين "غير هذا الحدث مجرى و قلبها رأسا على عقب"...
بون انا مانيش مقتنع برشة اللي الحدث هذا غيرلي حياتي و قلبها راسا على عقب او عقب على رأس، لاني لاني انا وقتها عمري تقريب 8 سنين و طرف صرف و ما عنديش "حياة" باش تتبدل, و زيد كي نخمم ما نعرفش بالظبط لو كان مازال بابا عايش كيفاش باش نطلع و شنوة باش نعمل و شكون باش نكون...
الفايدة اللي انا فرحان بروحي هكة و امي فرحانة بيا و الكل فرحين مسرورين و عايشين في تبات و نبات... و ربي يفضلني ذخرا للوطن

لكن ثمة بعض التفاصيل اللي تبدلت و و تزادو عندي حكايات جدد ما كانوش قبل، و من اهمها الإستعمال الشديد لـ "رحمة بوك" في حياتي اليومية . حيث كي يحبو يحلفوني على حاجة او وقتلي يحبوني نعمل مزية ديما نسمعها: "برحمة بوك عملت دراشنوة و إلا لا؟ "، "قول ورحمة بابا كذا.." او "برحمة بوك اعملي هاك الحكاية و اقضيلي دراشنوة..."

بالنسبة لموضوع الحلفان, اللي يبهتني هو اني ساعات نحلف و نقول "والله راهو كذا و كذا" لكن نظرة الشك تبقى في عينين اللي نحكي معاه و ما تتنحى كان كي نقول "ورحمة بابا"....
انا لتوة ما عرفتش شنوة السحر في كلمة "ورحمة بابا" و شنوة اللي يخلي العباد تستخايل اللي الإنسان يقدس بوه اكثر من ربّو، و انو ثمة إحتمال اللي هو قاعد يكذب كي حلف و قال "والله كذا"بينما يتنحى هذا الإحتمال كي يقول "ورحمة بابا
كذا.." و يولي الصادق الامين.

بون و الحق يقال, إستغليت الحكاية هاذي (قدسية "ورحمة بابا") برشة في صغري، حيث انا "وقـــتــهــا" خفت على شوافري لا نتعلق منهم نهار اخر، نهار اللي العبد يقول فيه "نفسي نفسي" (و ركزولي على نفسي نفسي) ، و وليت كي نحب نكذب نقول "ورحمة بابا خاطيني.." و "ورحمة بابا اتو نعمل كذا"....باش ما نحلفش بربي بالكذب, لانو حتى حد ما قالي اللي بابا ينجم يعلقني من شوافري نهار اخر... و زيد انا ولدو الصغير...إذن ما نظنش يعملها حتى كان ينجم.

و توة كي زعمة زعمة كبرت و شميت السي ان ان متاعي، عملت ريفيزيون للحكاية هاذي متاع الحلفان برحمة بابا و لقيت اللي انا ما كنتش غالط كي حلفت بيه بالكذب - بغض النظر عن كوني غالط كي كذبت من اساسو-.
و انا قلت مانيش غالط لانو ما ثماش حتى اثار جانبية للكذب متاعي ( و كما تدل مفردة "جانبية" ، نحكي عالاثار اللي باش تصير لبابا موش ليا انا) حيث ظهرلي اللي ما تجيش بابا يستاهل جنات الخلد و يتحرم منهم لاني انا حلفت برحمتو بالكذب....يظهرلي اللي الـمـنـطـق و الـعـدل يقولو هكة...
بون نحنا إستانسنا انو المنطق في اغلب الاحيان غايب في معظم الحكايات الدينية، لكن من المعروف ان "ربي" عادل و ما يطلعش عليه يحرم بابا من حاجة هو يستاهلها لاسباب ما عندو حتى دخل فيها....

و خلاف حكاية هو شنوة يستاهل و شنوة ما يستاهلش، ما نتفكرش اني كي حلفت برحمتو بالكذب، جاني في المنام و وبخني و عطاني ما نستاهل من لوم و عتاب, بل بالعكس رقدت متهني و ما تقلقتش في نومي (وقتها ضميري ماهوش في نهارو و ما لامنيش عالكذبة الي قلتها)... و باش نزيد نتأكد اكثر، حلفت بيه في حكاية انا صادق فيها و كيف كيف لا قالي بارك الله فيك و لا غيرو...


--==-- فاصل قصير --==--

نتفكرمرة جورج كارلين قال في واحد من العروض اللي عملها : "و بـرة حـلـفـت بـالـكـذب عـلـى قـبـر امـي؟ بـاش تـولـي زومـبـي و تـخـلط ورايـا؟؟"

--==-- إنتهى الفاصل --==--


و كما اشرت اعلاه، ثمة حكاية اخرى تدخل في رحمة بابا و هي العباد اللي تحبني نقضيلها قضْية. حيث يجيك واحد منهم على مزية باش تعملهالو و كلو ثقة في النفس اللي عندو ورقة رابحة يلعب عليها و يقلك : "برحمة بوك اعملي كذا..."، "برحمة بوك في قبرو اعطيني دراشنوة..."

انا كي يجيني واحد طالب مزية، نقرى حساب كل شي قبل رفضي او قبولي تلبية طلبو. كيما درجة القرب متاعو مني، مدى صعوبة المزية اللي يحبني نعملها، تاريخو معايا... اما اخر حاجة نخمم فيها , و مؤخرا ماعادش نخمم فيها من اصلو , هو تأثير المزية على كمية و نوعية الرحمة اللي باش تهبط على بابا...
و ما نكذبش عليكم، تجيني بعض المتعة السوداء كي نرا البهتة في عينيه كي يقلي:
- برحمة بوك كذا...
- لا !
- تي الزح برحمة بوك!
- لا!
-تي شبيك ساقط ( و في بعض الاحيان طحان) تي بوك راهو الزح ؟؟!
- لا!...
وبدون مبالغة بعد حوار كيما هذا - خاصة كي كنت صغير- كنت نحس بنوع من القوة و الحرية..

فازة اخرى زادة اتو نعمل مجرد تعدية خفيفة عليها وهي فازة السبان و الشتم... توة كي واحد يسبلي امي - اللي مازالت حية -، زعمة انا باش نقلو "بارك الله فيك كي ما سبتليش بابا "؟ او اني باش نتغشش اقل مادام السبة جات في امي؟؟... السبة تبقى سبة بالنسبة للميت او الحي او حتى اللي مازال في ركايب بوه...


و في الاخير نحب نوضح اللي انا اللي انا نحب بابا، و لو كان نلقى كيفاش, اتو نعاود نرجْعو و نعملو تكويرة خفافي انا وياه و خويا.. . و نأكد كذلك اللي انا مانيش نشجع عالكذب سواء كان حافي، او بالحلفان (مهما كان نوعية المحلوف به) او اني ادعو إلى نبز السائل إذا سئل, و رفض القيام بالمزايا عالعباد، لكني ضد العقلية المعوجة اللي عند بعض الخلق اللي تتعامل مع الموت و الموتى و اهل الموتى بطريقة رخيصة التي و إن دلت على شيء فهي تدل على سذاجة مترامية الاطراف لانه
م يستخايلو انهم باش ينفعو او يضرو واحد ميت في قبرو، كي يمرجولو الرحمة متاعو بالحلفان و التحليف و المزيات و كذلك بالسب و الشتائم...
سيبو الموتى رايضين و اخطاوهم، لانو بكل بساطة هوما باش يقعدو رايضين سواء جبدتوهم او لا.

هناك 10 تعليقات:

  1. غير معرف5/5/09 12:20

    j'ai trop aimé le post. ta réaction vis à vis de ceux qui veulent profiter de "ra7met bouk" est parfaitement correcte.
    ça me rappelle une fois une amie qui a reçu la visite de la propriétaire de la maison qu'elle loue. la propriétaire prétendait qu'elle n'a pas reçu le loyer alors que mon amie était "sure" de l'avoir payé. donc la propriétaire lui a dit "wra7met ommek rak ma 5allastnich""!! là, ma pauvre amie l'a directement payé une deuxième fois!! et quand je lui ai reproché ça, elle m'a dit qu'elle a eu peur pour sa mère!! vraiment sans commentaire!

    ردحذف
  2. كل هذه الخزعبلات، هي مجرد طريقة اخرى للتحكم بالناس ، ديجا هذاكة علاش انا قلت :

    "
    و ما نكذبش عليكم، تجيني بعض المتعة السوداء كي نرا البهتة في عينيه كي يقلي:
    - برحمة بوك كذا...
    - لا !
    - تي الزح برحمة بوك!
    - لا!
    -تي شبيك ساقط ( و في بعض الاحيان طحان) تي بوك راهو الزح ؟؟!
    - لا!...
    وبدون مبالغة بعد حوار كيما هذا - خاصة كي كنت صغير- كنت نحس بنوع من القوة و الحرية.."

    ردحذف
  3. ثمّة حاجة تفكّرتها كي قريت التدوينة هاذي: الموتى ما يتحكموش في أرواحهم و مع ذلك نلقاو شكون يقول: "موش باهي تبكي بحذا الميّت، راهو ربّي يحرقو و ما يصيرش يدخل عليه إنسان موش محرم، هكّاكة يركبوه الذّنوب و ما تسامحوش الميت بعد ما يغسلوه على خاطر يمشي لربي موش طاهر إلخ. تحياتي

    ردحذف
  4. ماو خـزعـبـلـة تولد خـزعـبـلـة....
    واحد يقول حكاية (سواء كانت غالطة او صحيحة) و يجي لاخر يزيدها حويجة خفيفة والي يجي بعدو كيف كيف، و هكذا و دواليك...

    و شكرا عالمرور ماهيفا (:

    ردحذف
  5. حلوّة ميتاليستيك...يعطيك الصّحّة

    ردحذف
  6. مرحبا بيك دوعاجي :))

    ردحذف
  7. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  8. "و ما نكذبش عليكم، تجيني بعض المتعة السوداء كي نرا البهتة في عينيه كي يقلي:
    ـ برحمة بوك كذا...
    ـ لا !"



    ==> نهارت الّي نراك 'برحمة بوك ' نخلِّص أنا القَعدة... هههه

    ردحذف

علّق على ما خلطْ... و بالطبيعة أيّ تعليق يحتوي على عبارات منافية للأخلاق الحميدة او منافية لأي نوع آخر من الأخلاق سيتمّ محْقُه...وشكرًا

Je traduis :

5alli commentaire(s) 3la ma 5latt et biensur ay commentaire(s) mouch bèhi yetfasa5...merci