انـــفـــلــونــزيـــات


"تونس (وات): أعلن مصدر مأذون من وزارة الصحة العمومية ان مصالح المخبر المرجعي الوطني اكدت اصابة مواطنين تونسيين اثنين عائدين من الولايات المتحدة الامريكية بفيروس "اي.اتش1.ان1".

وأضاف ان السلط الصحية المعنية قد اتخذت لفائدتهما ولذويهما كل التدابير الوقائية والعلاجية المنصوص عليها ضمن الخطة الوطنية لمجابهة جائحة الانفلونزا موضحا أن المواطنين المذكورين يخضعان لمتابعة طبية وهما في صحة جيدة.

وبين نفس المصدر ان اكتشاف هاتين الحالتين يؤكد نجاعة المنظومة الوطنية للترصد والمراقبة الوبائية التي تم تركيزها منذ اعلان منظمة الصحة العالمية عن أولى الحالات في العالم."


توة هاو قالو خذاو التدابير اللازمة المنصوص عليها في الخطة الوطنية لمواجهة انفلونزا الخنازير..و طبعا عقلي المريض اوحى لي ان باش نتخيل شنوة باش تولي حالة البلاد لو كان ينتشر المرض هذا و كيفاش باش تبدى الامور. فقادتني تدابير عقلي الى ان اول مشكل هو كيفية ادارة الازمة. و من خلال تجربتي المتواضعة مع بلادي، ايقنت ان ادارة الازمة هاذي باش تبدى اخطر من الازمة في حد ذاتها.... تي نحنا يبدى عندنا ازدهار ما نعرفوش كيفاش نديروه خلي عاد كي تبدى ازمة... فمثلا سيكون صراع حول تحديد المسؤوليات و شكون السبب في الحكاية و شكون الاصلح لايقاف الازمة هاذي عند حدها...
و طبعا ماهمش باش يستعرفو بحاجة اسمها "وزير ازمة" اي انسان يكلْفوه (موش يشرْفوه) بايجاد احسن الحلول للازمة هاذي و تبدى عندو صلاحيات كاملة تخليه يسيطر على كل الجهات و المؤسسات اللي عندها علاقة بالازمة سواء من قريب او بعيد... -لان ازمة كيما هاذي ميهاش مشكلة ادارة وحدة او حتى وزارة وحدة- و بعد ما يكمّل خدمتو نقولو بارك الله فيك و باي باي.

لكن الى جانب الامور "المعقدة" هاذي تخيّلت اننا كتوانسة باش نلقاو طرق ندوّرو من خلالها الدولاب و يمكن زادة نخترعو دواليب جديدة ندوّروها و نستفيدو من الازمة هاذي... ديجا هاني من توة بدات تترائى لي الوان و اشكال و تصاميم اغلفة الصابون الجديدة المضادة للانفلونزا: صابون غلافو اخضر فاقع فيه تصويرة حلوف وردي و مشطب عليها بالاحمر...
و فشفاشة مضادة لفيروس اي.اتش1.ان1 تشبه شوية لدبوزة الفيتوكس
و مصور فيها حلوف طايح على ظهرو و داغرتو صاعقة في قلبو....
و غيرهم من اساليب المقاومة الرخيصة ماديا اللي تنجم تتباع باعداد كبيرة...

كذلك الاشهارات متاع العرّافة و اللي يداويو بالماء فقط و بتلاوة بعض الايات الشافيات باش تتبدل.
فاضافة الى رفع العرقلة و الحسد و جلب الرزق و طبعا مداواة العجز الجنسي باش يحطو اللي هوما ينجمو يداويو انفلونزا الخنازير و بالطبيعة باش تبدى الحكايات متاع هاك الشابة الجميلة اللي من عيلة محافظة و كيفاش هي عندها زوز صغيرات محلاهم و متفوقين في دراستهم.... و شاء القدر ان يصيبها هذا المرض اللعين... لكن بقدرة الله و بركات الشيخ الفولاني تم القضاء نهائيا على المرض و رجعت الشابة إلى اطفالها فرحة مسرورة.
هذا في مرحلة اولى ، في المرحلة الثانية و لمزيد من الربح باش يوليو العرّافة يعرضو طرق"الــوقــايــة" من انفلونزا الخنازير في عوض "ال
ــمــداواة" مما يضاعف عدد الكليونات اضعافا مضاعفة...حيث في الحالات هاذي و مع تهويل الاعلام للحكايات كل انسان قاعد يعيش و يتعايش باش يحس روحو انو مريض محتمل و مع شوية بهامة على شوية فلوس زايدة كلهم يمشيو للبصاصة الروحانيين، لا محالة طرف بهامة يزي حيت يقوم بعضهم برهن حوايجو باش ينجم يخلص فلوس العرّافة....

و باش يزدهر نوع اخر متاع بص زادة،
و هو الريق متاع الاولياء الصالحين، حيث سيقوم العديد من الناس بعرض تجريبي ليوم الحشر غادي و الكل باش يصدمو لطلب الشفاء من قبر لا يسمن و لا يغني من انفلونزا (و طبعا ذلك الازدحام سيساهم بالطبيعة في زيادة انتشار العدوى)

و سيكون للاشاعات نصيب في تهويل الامور، حيث باش تكثر الحكايات عن عائلة كاملة ماتت و عن حومة كاملة موبؤة... حاسيلو كان تحسب الي ماتو في الاشاعات تلقى عددهم اكثر من عدد افراد الشعب الكريم...
بون مادام حكيت على تهويل الامور باش نرجع للاعلام حيت قلت انا اعلاه انا ال
اعلام يهول الحكايات... طبعا انا مانيش قاعد نتهم في الاعلام بحاجة لكن المشكل يتمثل في انو عدد القنوات الاخبارية ياسر كبير و كي ترا نفس الخبر برشة مرّات ، باش تعطيه حجم اكبر من حقو... خاصة و ان كل قناة باش تحكي بطريقتها الخاصة عن الخبر هذاكة، و كي تركب الفرسيون متاع القناة هاذيكة و متاع القناة الاخرى و متاع القناة اللي بيناتهم على بعضهم.. باش تعمل نقبة كبيرة في الراس. قناة تقلك ان انفلونزا الخنازير خطيرة و لخرى تقلك انها قاتلة و لخرى تقلك انها تهدد حياة الانسان و لخرى تقلك انو العبد ينجم يموت من جرتها.... انتي باش يتحط في مخك انو انفلونزا الخنازير هي مرض قــاتــل!!! و خــطــيــر!!! و العباد تنجم تــمــوت كي تمرض بيها!!! معناها المرض هذا مــهــدد لحياة الانسان!!... وععععععععععععععع.....
و تركب للعبد حالة رعب شديدة... رغم ان جمييع المفردات و التراكيب المستعملة لوصف الانفلونزا هي مجرد مترادفات.

بون هذا بعض مما سيصيب مجتمعنا كي نغزرولو من بعيد لكن ثمة حكايات اخرين باش يطلعو زادة اما على مستوى الحوارات اليومية بين الأخ و أخيـه ..
و بين الإبن و أبيه ...و بين المرأة و زوجها..

حيث يمكن و الله اعلم تدور
ام توصي في ولدها : "اسمع كان واحد من اصحابك عندو سخانة و يكح، ابعد عليه.. تي موش تبعد بركة ، اهرب جملة وحدة... و انتي هارب سّبو باش ماعادش يحكي معاك ... اسمع قبل ما تاكل و قبل ما تمس اي حاجة في الادار اهوكة هاك الصابون الاخضر الفاقع اغسل بيه حالتك... اه اسمع لا لا ما تغسلش يديك بالماء، منين تعرف عالبلاء منين يجي ، بالكشي الماء يعدي... اهوكة احسب روحك تغسل فيهم و ابدى حرك في يديك تحت السبالة بالكشي الجرثومة تستخايلك غسلت صايي و تهرب..."
وبعد ما ولدها يخرج تخلط عليه و تقلو : "حقها اسمع ! كان انتي اللي تكح من غير ما تروح للدار...و كلمنا من التاكسيفون اتو نجيوك نحنا نروحو بيك.."
ولدها :"ماما ما عندناش تلفون نحنا باش نكلمكم عليه..."
امّو: "اي اي في بالي..."
و شطراااااف تسكر الباب.....

و في الاخير نشالله ما يصيرش هذا الكل و تبقى انفلونزا الخنازير مجرد سحابة صيفية... و نشالله زادة في حالة انتشارها نتعلمو من الدول الاخرى كيفية مقاومتها او عالاقل ما نعاودوش اغلاطهم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علّق على ما خلطْ... و بالطبيعة أيّ تعليق يحتوي على عبارات منافية للأخلاق الحميدة او منافية لأي نوع آخر من الأخلاق سيتمّ محْقُه...وشكرًا

Je traduis :

5alli commentaire(s) 3la ma 5latt et biensur ay commentaire(s) mouch bèhi yetfasa5...merci