طـفـل بـهـيـم

ثمة حجام قاعد يحجم لكليون عندو, و الحجام قاعد يهتري كي العادة و الكليون يسمع و يهمهم زعمة مهتم بالحكاية... و في الاثناء ثمة طفل صغير متعدي من قدام الحانوت، ياخي دار الحجام للكليون و قالو : ريت الفرخ هذاكة ؟ ما ريتش واحد في البهامة متاعو... حاسيلو كل يوم شايخ عليه ضحك...
دارلو الكليون : كيفاش عرفتو بهيم و كيفاش تضحك عليه كل يوم ؟
قالو الحجام: لحظة اتو ترا على عينيك....
عيط الحجام للطفل و حط في يدو اليمين زوز بودينار و في يدو اليسار 5 الاف بياسة.. و قالو : ايا شوف اناهي يدي الي فيها اكثر فلوس و هزهم...
دارلو الطفل و قالو : بالطبيعة اللي في يدك اليمين، ديما الزوز اكثر من واحد.. و هز الالفين فرنك و خرج...
دار الحجام للكليون يضحك و قالو:" ريت ملا بهيم، ديما يهز في الالفين...." و كمل يحجم للراجل...
كي كمل الراجل الحجامة و خرج ، شاف الطفل "البهيم" يمشي و
يلحس في كعبة ڨلاص ... مشالو و قالو : "ياخي شبيك بهيم برشة ؟؟ ما تعرفش اللي الخمسة الاف اكبر من الفين!!؟..."
غزرلو الطفل بكل مبالاة و قالو: "ماو كي نهز الخمسة الاف ، اتو توفى الحكاية غادي..." و كمل الطفل يمشي و يلحس في الڤلاص....

آلو ! معاك ملياردير...اطلبني !

هاذي مجرد نقشة صغيرة بقلم كمال بوخذير عجبتني في الجريدة السيئة الذكر "الصريح"

"اولا اريد ان اؤكد لكم ان الحادثة اللتي سأرويها لكم هي من صميم الواقع و صحيحة مائة بالمائة.. و انها ليست من نسج الخيال.. فلقد كنت شاهد عيان عليها و حاضرا على اطوارها.. و لو انها لم تدم سوى بعض الثواني
الحكاية اني كنت مع صديق لي مليونير.. بل ملياردير.. رجل اعمال ناجح جدا..و يملك عقارات شاسعة..
صديقي هذا نشر بإحدى الصحف إعلانا لبيع عقار مساحته عشرات الهكتارات.. و ثمنه مئات الملايين..و قد ذيّل الاعلان طبعا برقم هاتفه المحمول، كنت بصحبته لما رن الهاتف مرة واحدة و جاءه "Appel" مثلما نقول.. نظر إلى الرقم مستغربا.. لانه يراه اول مرة.. و رن الهاتف مرة اخرى و سرعان ما خرس
لإستجلاء الامر طلب صديقي الرقم.. فجاءه صوت رجل يسأل : " قلي خويا.. انت متاع الارض.. قداش طالب فيها ؟ إذا تساعدني راهي فلوسي حاضرة.. كارطة تحك في كارطة !"
صديقي "علّق" هاتفه
و انا لم اعلق على ما حدث
و انتم ما هو تعليقكم ؟"

بلاء الـشـابي في الـضـريـح

انا مستانس كي نشوف جريدة الصريح، تتحرك عندي بعض المشاعر و النزوات المازوشية و نبدى شاهي نقرى في اللي تتقيح فيه قرائح كتّابها. لكني تعلمت نشد روحي و وليت هازز شعار "الـ600 فرنك اللي ماشية للزبـلـة، الدخان/القهوة/واحد يطلب في الشارع/التبذير المدقع ( كيما رميان فلوس في ڤمة)/إلخ... اولـى بيهم
لكني المرة هاذي ما نجمتش نقاوم و ما نجمتش نشد روحي لوجود الصورة هاذي على غلاف العدد الصادر في 4 ماي 2009



و انا مغروم بالنوع هذا من الكوكتالات المخطرة، كيما النوع هذا مثلا، لذلك شديت الجريدة و ديراكت نڤزت للصفحة 25 و بديت نقرى... دوب ما حليت الصفحة سطعتني كلمة قوية برشة (عملتلي نمّوسة)



انا ما دخلتش لمخي كيفاش واحد يولي يفتخر بحاجة كيما هكة ؟ توة منشط عندو درا قداش خبرة في الميدان يفرح انو يعمل في برامج تجيب العباد و تبقى تبكي ؟ و انو كل حالة تجي للبرنامج هي عبارة عن مسلسل مكسيكي ذو حلقة واحدة....

و زيد شوفو شنوة قال زادة :



ما فهمتش انا كيفاش واحد ينجم يؤسس نسخة ؟ توة من المعروف ان البرنامج هو مجرد نسخة عن برنامج اخر فرنساوي نسيت إسمو... و بالنسبة لـ"يـشـرفـنـي..." , انا كي إستعنت ببعض من مواهبي المتواضعة في البسيكولوجي، فهمت انو مقتنع و مؤمن ان رغم حقارة هذا النوع من البرامج إلا انهم ارفع من مستواه كمنشط و مقدم برامج، لذلك و بناء عليه، يتسمى حشاه للعنكوش كي خدم في برنامج هكة و رفع شوية من مستواه (اللي مازال تحت الصفر)

و من الحاجات اللي تضحكني عند علولو (وعند سمير الوافي زادة) ، هي البهامة في إستعمال المصطلحات...شوفو شنوة قال عن الحكاية متاع "حب القنال" ...


المرا تحكي اللي هي كانت حبلى وقتلي كانت عايشة تحت القنال مع صاحبها (اللي هو راجلها توة) و لاخر يقول حب عذري... كيفاش تجي هاذي ؟
(طبعا انا مانيش قاعد نصدر في حتى احكام عالمرا لاني ما تفرجتش فيها الحلقة و كذلك انا مؤمن انو كل واحد حر في نفسو..)


و في الاخير نحب نوجه تحية كبيرة للسيد صالح الحاجة اللي خمم في اعصاب القراء و ما حبش تجي الدوزة قوية عليهم و ما حط حتى حاجة كاتبها هاك السمير الوافي. عرف اللي تنجم تصير مشاكل كبيرة من جرة جمع علولو و بوسمرة في شوليقة وحدة و يمكن واحد تطلعلو الكلبة بنت الكلب و يمشي يهد على "طريق بنزرت كلم -4 على مستوى رياض الاندلس اريانــــــة" و يفرڤع روحو.


Necro-opportunisme / الـنـيـكـرو-إنـتـهـازيـة


قبل البدء

مجرد تفسير بسيط للعنوان : "نيكرو" هو بريفيكس يعني الموت و منه ثمة نيكروفوبيا و نيكروفيليا (إشتهاء الموتى),إلخ...


توة عندي تقريب 12 سنة مللي توفّى الوالد و مشى على روحو... و و نورمالمون و كما يقول الكثيرين "غير هذا الحدث مجرى و قلبها رأسا على عقب"...
بون انا مانيش مقتنع برشة اللي الحدث هذا غيرلي حياتي و قلبها راسا على عقب او عقب على رأس، لاني لاني انا وقتها عمري تقريب 8 سنين و طرف صرف و ما عنديش "حياة" باش تتبدل, و زيد كي نخمم ما نعرفش بالظبط لو كان مازال بابا عايش كيفاش باش نطلع و شنوة باش نعمل و شكون باش نكون...
الفايدة اللي انا فرحان بروحي هكة و امي فرحانة بيا و الكل فرحين مسرورين و عايشين في تبات و نبات... و ربي يفضلني ذخرا للوطن

لكن ثمة بعض التفاصيل اللي تبدلت و و تزادو عندي حكايات جدد ما كانوش قبل، و من اهمها الإستعمال الشديد لـ "رحمة بوك" في حياتي اليومية . حيث كي يحبو يحلفوني على حاجة او وقتلي يحبوني نعمل مزية ديما نسمعها: "برحمة بوك عملت دراشنوة و إلا لا؟ "، "قول ورحمة بابا كذا.." او "برحمة بوك اعملي هاك الحكاية و اقضيلي دراشنوة..."

بالنسبة لموضوع الحلفان, اللي يبهتني هو اني ساعات نحلف و نقول "والله راهو كذا و كذا" لكن نظرة الشك تبقى في عينين اللي نحكي معاه و ما تتنحى كان كي نقول "ورحمة بابا"....
انا لتوة ما عرفتش شنوة السحر في كلمة "ورحمة بابا" و شنوة اللي يخلي العباد تستخايل اللي الإنسان يقدس بوه اكثر من ربّو، و انو ثمة إحتمال اللي هو قاعد يكذب كي حلف و قال "والله كذا"بينما يتنحى هذا الإحتمال كي يقول "ورحمة بابا
كذا.." و يولي الصادق الامين.

بون و الحق يقال, إستغليت الحكاية هاذي (قدسية "ورحمة بابا") برشة في صغري، حيث انا "وقـــتــهــا" خفت على شوافري لا نتعلق منهم نهار اخر، نهار اللي العبد يقول فيه "نفسي نفسي" (و ركزولي على نفسي نفسي) ، و وليت كي نحب نكذب نقول "ورحمة بابا خاطيني.." و "ورحمة بابا اتو نعمل كذا"....باش ما نحلفش بربي بالكذب, لانو حتى حد ما قالي اللي بابا ينجم يعلقني من شوافري نهار اخر... و زيد انا ولدو الصغير...إذن ما نظنش يعملها حتى كان ينجم.

و توة كي زعمة زعمة كبرت و شميت السي ان ان متاعي، عملت ريفيزيون للحكاية هاذي متاع الحلفان برحمة بابا و لقيت اللي انا ما كنتش غالط كي حلفت بيه بالكذب - بغض النظر عن كوني غالط كي كذبت من اساسو-.
و انا قلت مانيش غالط لانو ما ثماش حتى اثار جانبية للكذب متاعي ( و كما تدل مفردة "جانبية" ، نحكي عالاثار اللي باش تصير لبابا موش ليا انا) حيث ظهرلي اللي ما تجيش بابا يستاهل جنات الخلد و يتحرم منهم لاني انا حلفت برحمتو بالكذب....يظهرلي اللي الـمـنـطـق و الـعـدل يقولو هكة...
بون نحنا إستانسنا انو المنطق في اغلب الاحيان غايب في معظم الحكايات الدينية، لكن من المعروف ان "ربي" عادل و ما يطلعش عليه يحرم بابا من حاجة هو يستاهلها لاسباب ما عندو حتى دخل فيها....

و خلاف حكاية هو شنوة يستاهل و شنوة ما يستاهلش، ما نتفكرش اني كي حلفت برحمتو بالكذب، جاني في المنام و وبخني و عطاني ما نستاهل من لوم و عتاب, بل بالعكس رقدت متهني و ما تقلقتش في نومي (وقتها ضميري ماهوش في نهارو و ما لامنيش عالكذبة الي قلتها)... و باش نزيد نتأكد اكثر، حلفت بيه في حكاية انا صادق فيها و كيف كيف لا قالي بارك الله فيك و لا غيرو...


--==-- فاصل قصير --==--

نتفكرمرة جورج كارلين قال في واحد من العروض اللي عملها : "و بـرة حـلـفـت بـالـكـذب عـلـى قـبـر امـي؟ بـاش تـولـي زومـبـي و تـخـلط ورايـا؟؟"

--==-- إنتهى الفاصل --==--


و كما اشرت اعلاه، ثمة حكاية اخرى تدخل في رحمة بابا و هي العباد اللي تحبني نقضيلها قضْية. حيث يجيك واحد منهم على مزية باش تعملهالو و كلو ثقة في النفس اللي عندو ورقة رابحة يلعب عليها و يقلك : "برحمة بوك اعملي كذا..."، "برحمة بوك في قبرو اعطيني دراشنوة..."

انا كي يجيني واحد طالب مزية، نقرى حساب كل شي قبل رفضي او قبولي تلبية طلبو. كيما درجة القرب متاعو مني، مدى صعوبة المزية اللي يحبني نعملها، تاريخو معايا... اما اخر حاجة نخمم فيها , و مؤخرا ماعادش نخمم فيها من اصلو , هو تأثير المزية على كمية و نوعية الرحمة اللي باش تهبط على بابا...
و ما نكذبش عليكم، تجيني بعض المتعة السوداء كي نرا البهتة في عينيه كي يقلي:
- برحمة بوك كذا...
- لا !
- تي الزح برحمة بوك!
- لا!
-تي شبيك ساقط ( و في بعض الاحيان طحان) تي بوك راهو الزح ؟؟!
- لا!...
وبدون مبالغة بعد حوار كيما هذا - خاصة كي كنت صغير- كنت نحس بنوع من القوة و الحرية..

فازة اخرى زادة اتو نعمل مجرد تعدية خفيفة عليها وهي فازة السبان و الشتم... توة كي واحد يسبلي امي - اللي مازالت حية -، زعمة انا باش نقلو "بارك الله فيك كي ما سبتليش بابا "؟ او اني باش نتغشش اقل مادام السبة جات في امي؟؟... السبة تبقى سبة بالنسبة للميت او الحي او حتى اللي مازال في ركايب بوه...


و في الاخير نحب نوضح اللي انا اللي انا نحب بابا، و لو كان نلقى كيفاش, اتو نعاود نرجْعو و نعملو تكويرة خفافي انا وياه و خويا.. . و نأكد كذلك اللي انا مانيش نشجع عالكذب سواء كان حافي، او بالحلفان (مهما كان نوعية المحلوف به) او اني ادعو إلى نبز السائل إذا سئل, و رفض القيام بالمزايا عالعباد، لكني ضد العقلية المعوجة اللي عند بعض الخلق اللي تتعامل مع الموت و الموتى و اهل الموتى بطريقة رخيصة التي و إن دلت على شيء فهي تدل على سذاجة مترامية الاطراف لانه
م يستخايلو انهم باش ينفعو او يضرو واحد ميت في قبرو، كي يمرجولو الرحمة متاعو بالحلفان و التحليف و المزيات و كذلك بالسب و الشتائم...
سيبو الموتى رايضين و اخطاوهم، لانو بكل بساطة هوما باش يقعدو رايضين سواء جبدتوهم او لا.